اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 12:53 ص

أين حياء العلماء يا مفتى التطبيع؟

الثلاثاء، 24 أبريل 2012 08:17 ص

أثارت زيارة مفتى الجمهورية د.على جمعة، للقدس المحتلة غضب كثير من المصريين، فبالرغم من موقف الأزهر وعلمائه الرافض للتطبيع بكل أشكاله وتحت أى مظلة، وجدنا المفتى يضرب بكل ذلك عرض الحائط، ويتحدى المجتمع المصرى بهذه الزيارة المشينة، ومن المحزن أن د.جمعة لم يُظهر ــ ولو للحظة ــ الندم على الخطيئة التى وقع فيها.

بل وجدناه يفتقد حياء العلماء عندما يعلن فى مؤتمر صحفى، عقب لقائه بمجمع البحوث الإسلامية، حيث قال: «تلك الزيارة هى نعمة من الله ولا يجوز لأحد أن يخوّن آخر»، وتابع: «من الواجب علينا ألا نترك هذه المدينة المقدسة» وكأنه يدعو لاستمرار خطيئة التطبيع مع الكيان الصهيونى، والغريب والمريب أن زيارة المفتى أتت بعد توافد بعض الأقباط فى الأعياد على القدس، وكأنها إشارة لكسر معارضة التطبيع تحت دعوى زيارة الأماكن المقدسة.

ومما يحزن أيضا فى تصريحات الرجل، ما أكده حول عدم رؤيته أثناء رحلته ببيت المقدس إسرائيلياً واحداً، فى حين خرج مفتى القدس الشيخ عكرمة صبرى ليكذب المفتى، ويؤكد أنه دخل القدس فى حماية جيش الصهاينة.

إن تصميم المفتى على موقفه يعد الخطيئة الكبرى، وأرى أنه لابد أن يستبعد من منصبه فورا، فمقام الإفتاء لا يصلح أن يشغله من تحيط به شبهات التطبيع مع الكيان الصهيونى، وطيب الله مواقف الشيخ فريد واصل، الذى كان حاسما فى محاربة التطبيع، فشتان بين من يعلم واجبات مقام الإفتاء، وبين من يهرول نحو الأعداء.

لقد أثلجت صدرى هبّة علماء الأزهر والبرلمان والقوى السياسية الإسلامية، لتصحيح مسار الإفتاء، وتظاهرهم أمام مبنى دار الإفتاء للمطالبة بالإطاحة بمفتى التطبيع، كما كان موقف مجمع البحوث الإسلامية مشرفا أيضا، فقد رفض الزيارة واستنكرها مؤكدا أن الأزهر مازال بعافيته، وسيظل صخرة تتحطم عليها كل دعوات التطبيع.

ولا أجد أفضل من كلمات فضيلة الشيخ القرضاوى أختم بها مقالى، حيث قال: «كنت أنتظر أن يقتدى الشيخ على جمعة بسيدنا عثمان، رضى الله عنه، حين قالت له قريش، إن شئت أن تطوف بالبيت، فطف به، فقال، ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فليت الشيخ على جمعة ادخر أمنيته بزيارة المسجد الأقصى حتى يتحرر من أيدى اليهود، ويزوره مع عموم المسلمين».