اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 04:44 ص

الجنرال نيرون والصناديق السوداء

الأربعاء، 11 أبريل 2012 07:55 ص

استخف اللواء عمر سليمان بعقول الناس عندما أعلن عن أسباب ومبررات تراجعه عن قراره بعدم الترشح لمنصب الرئاسة، وقال إن قرار الترشح جاء بناء على رغبة الجماهير التى احتشدت فى ميدان العباسية وأمام منزله لتطالبه بالعدول عن قراره.

ولا نعرف عن أى جماهير يتحدث عمر سليمان، فاذا كانت المسألة هى قدرة شخص على جمع عدة آلاف فى ميدان تحمل لافتاته وصوره والقياس بهذا المنطق على حجم التأييد والجماهيرية، فيمكن لأى سائق ميكروباص أو مطرب شعبى أو حتى عاطفى تملكته الرغبة والطموح فى الترشح للرئاسة أن يحشد أكثر مما حشده اللواء سليمان فى العباسية، فمثلا لو كان لدى المطرب الشعبى الرغبة الحقيقية والجدية للترشح لحصل على أصوات أعلى بكثير مما سيحصل عليها اللواء عمر سليمان وخرجت له الجماهير المعجبة بفنه وأغانيه ورقصه لعدة ميادين وليس ميدان العباسية فقط.

هذا استخفاف علنى وفاضح بعقول الناس يحاسب عليه، ومناورة مكشوفة تم الإعداد والترتيب لها بالتنسيق والتعاون مع أطراف وقوى معادية للثورة، سعت خلال الفترة الماضية للالتفاف والانقضاض عليها لإعادة إنتاج النظام القديم الذى قاوم بشراسة وحافظ على بقائه فى المؤسسات والهيئات الحكومية المدنية والأمنية إلى حين عودته مرة أخرى وتحين الفرصة المناسبة وإقناع سليمان بالترشح ليكون هو رأس الحربة، فما يتردد فى مختلف محافظات مصر الآن عن أن فلول الحزب الوطنى المنحل تعيد تنظيم قواعدها من جديد بعد اجتماعات متوالية منذ اللحظة الأولى لإعلان سليمان ترشيح نفسه يؤكد أن هناك مخططا مسبقا للانقضاض والعودة بدعم وتأييد سليمان فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

هى خطة مدبرة من فلول النظام القديم يتم تنفيذها بدقة الآن تستغل فيها حالة الضيق والإحباط التى تسيطر على بعض الناس من طول المرحلة الانتقالية وما حدث فيها من أخطاء وارتباكات متعمدة لدفع الناس للزهق من الثورة والمطالبة بالاستقرار حتى لو عاد مبارك نفسه.

الجنرال يعود من جديد وكله ثقة أن النظام القديم مازال حيا لم يسقط ولم يمت، وأن عودته بفزاعة التخويف من التيار الإسلامى واحتفاظه بـ«صناديق سوداء» سيفجر بعضها فى الوقت المناسب تضمن له أصوات دعاة الاستقرار والمتخوفين من سيطرة التيار الإسلامى، فالجنرال عاد مثل الإمبراطور الرومانى نيرون الذى يريد أن يحرق كل شىء فى طريقه بصناديقه السوداء.