اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 04:47 م

التيار الإسلامى وسياسة «فيها لأخفيها»!

الثلاثاء، 10 أبريل 2012 10:17 م

منهج عجيب الذى تتخذه جماعة الإخوان فى الآونة الأخيرة «وكأن الدنيا هتخلص بكرة» كما يقولون فى الأمثال الشعبية، فقد قاموا بترشيح السيد خيرت الشاطر فى مفاجأة من العيار الثقيل ألمت بهم خسائر شديدة، وقللت من شعبيتهم بالشارع وأحدثت بينهم خلافات واسعة أدت إلى خروج بعض الأقطاب عنهم مثل الدكتور كمال الهلباوى، الذى اعترض على هذا القرار، كما أعلن فى الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، وقبل غلق باب الترشح بيوم واحد دفعوا بالسيد محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة للترشح لمنصب الرئيس أيضاً، تحسباً لأى ثغرة قد تطيح بمرشحهم الشاطر!! إنهم يريدون السُلطة وبأى شكل حتى وإن لم تتوفر لديهم المؤهلات لها، فبالله عليكم ما هى مؤهلات المهندس خيرت الشاطر ليكون رئيساً للجمهورية؟! إنه تاجر شاطر وعنده من المال ما يجعلنا ننحنى له احتراما لنجاحه فى مجاله «التجارى»، ولكن ما علاقة التجارة بمنصب الرئيس!!؟ ألم يهاجمون الإخوان المهندس أحمد عز الذى هو أيضا تاجر، لاقترابه من السياسة وعمله بها من خلال الحزب؟ إذن لماذا يفعلون الجُرم نفسه الآن وعلى مستوى أكبر وأخطر بكثير؟ وبالله عليكم، ماذا يعنى ترشيح المهندس محمد مرسى كإجراء احترازى فى حالة مواجهة الشاطر لأى معوقات قانونية؟! أعتقد أن الإجابة تكمن فى أن مصلحة الجماعة أصبحت فى مرتبة أعلى من مصلحة مصر!! واأسفاه، على الصعيد الآخر خرج علينا الشيخ حازم أبوإسماعيل مرشح التيار السلفى على الهواء مباشرة ليلقى خطاباً طويلاً عريضاً وسط أنصاره ومريديه من مسجد أسد بن الفرات بالدقى، وكأن المساجد التى هى بيوت الله أصبحت مقار لإلقاء الخطب وإصدار البيانات وسط التصفيق والتهليل!! خرج وتصورت مثلى مثل الكثيرين أنه سيظهر الدليل القاطع على أن والدته رحمها الله لم تحصل على الجنسية الأمريكية، إلا أنه لم يأتِ بأى جديد بل توعد للجيش والمجلس العسكرى والحكومة وأيضاً الأمريكان والبنك الدولى!! وأخيراً أعطى مهلة للجميع بأن اليوم، الثلاثاء، هو الفرصة الأخيرة وإلا..!! لا أعلم تحديداً ماذا يقصد فى وعيده بالحرق؟! هل ترشحك لمنصب الرئيس أكثر أهمية من الوطن يا مولانا؟! ووطناه أخيراً مشروع قانون النائب عصام سلطان الذى قدمه بين ليلة وضحاها بشأن حرمان أصحاب المراكز الكبرى بالعهد السابق من الترشح لمنصب الرئيس، فى الواقع إذا جاء هذا المشروع منذ شهر واحد ما كان قد أثار تعجبى، ولكن تقديمه بعد ساعات من ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة هنا يكمن التعجب، يا سيادة النائب، ألم يكن الفريق أحمد شفيق والسيد عمرو موسى من أصحاب المراكز الكبرى فى عهد مبارك أيضاً؟ أم أن المشكلة فى أن نزول اللواء عمر سليمان قد أقلقك وجعلك تشعر بالخطورة، خاصة مع التفاف الكثيرين حوله وتأييدهم له!؟ أفعال إذا تأملناها سنجدها تستحق الوقوف عندها لنتأملها بعناية فائقة لأن الوطن فى حاجة إلى ذلك وربما أكثر وأكثر..