اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:10 م

كلمة فى «ودن» الإخوان والسلفيين

الإثنين، 26 مارس 2012 08:18 ص

هناك معلومة هامة سيكون من الضرورى على أنصار الإخوان وأبناء التيار السلفى أن يصنعوا منها «حلقة» ويضعوها فى آذانهم، كما تقول الحكمة المصرية الخالدة «كلمة وحطها حلقة فى ودنك»، وهو تعبير شعبى يذكر للتأكيد على أهمية المعلومة أو النصيحة..

والمعلومة هنا تقول بأنه لا أحد فى مصر ضد الإسلام، مثلما يروج أنصار الإخوان والسلفيين كلما تعرض لهم أحد بالنقد أو الهجوم، ولا عاقل أو مؤمن بالحرية فى مصر ضد وصول الإسلاميين للسلطة، ولكننا ضد انفراد تيار معين بالسلطة، حتى لو كان صندوق الانتخابات مبرره، لأن شيئا لم يهو بمصر فى القاع ولم يشعل ثورة على نظام مبارك سوى تخطيطه ورغبته فى الانفراد بالسلطة والسيطرة عليها تماما.

أن يمنحك صندوق الانتخابات المركز الأول فهذا لا يعنى أن تضع فى يدك كل شىء، هذا يعنى أن يعمل الوطن بمختلف تياراته السياسية تحت مظلتك وفى إطار شرعيتك التى منحك إياها الصندوق، وحتى لا يكون الكلام نظريا انظر إلى تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وستعرف أن الرغبة فى الانفراد موجودة، لأن اعتبار وجود قبطى أو اثنين أو ثلاث سيدات أو أكثر أو بعض الليبراليين أو اليساريين فى ظل الاحتفاظ بأغلبية مطلقة تفوق حاجز الـ%80 للإسلاميين هو أمر لا يمثل أبدا مبدأ المشاركة لا المغالبة الذى رفعه الإخوان والسلفيون فى بداية المشوار.

هذه واحدة، أما الثانية فهى تتعلق باعتبار كل صاحب نقد للإخوان أو السلفيين عدوا للإسلام والإسلاميين، وهو نوع من الإرهاب لا يطلب من الكتاب والمفكرين سوى الجلوس بسبحة على أبواب مكتب الإرشاد وحزب النور وترديد لفظ «آمين»، مثلما كان يفعل مثقفو وكتاب نظام مبارك الذى كان يراهم الإخوان والسلفيون أهل نفاق.

على أنصار الأحزاب السياسية الدينية فى مصر أن يدركوا أن التيار الدينى بمشتقاته قرر أن يدخل لعبة السياسة، وعليه أن يتحمل تبعات اختياره، فالشيوخ على المنابر لهم ولخطابهم الدينى، حتى إن اختلفنا معه، كل الإجلال والاحترام، أما إذا جلسوا على مقاعد حزبية أو برلمانية أو سلطوية وتكلموا فى السياسية، فليس لهم سوى ما يحصل عليه أهل السياسة إن أخطأوا أو أصابوا.

لا نريد من أحزاب «الحرية والعدالة» و«النور» و«البناء والتنمية» التى خاضت معركة الانتخابات وحصدت أغلبية الأصوات سوى أن يكون بينهم وبين التيارات السياسية المختلفة عهد لا ينقضه أحد، عهد واضح يضمن التكافؤ للمعركة السياسية، وينحى الدين جانباً عن معارك السياسة.

لا نريد من التيارات الإسلامية السياسية عراكاً حول الأفكار الدينية، ولا نريد لهم اختفاءً فى السجون كما حدث فى عصر مبارك، ولا نريد لهم بقاءً سرياً تحت الأرض، هم فصيل انتماؤه لهذا المجتمع واضح ومحسوم ببطاقة الرقم القومى وشهادات الميلاد وما قدموه من تضحيات، ومن حقه أن ينزل إلى الحقل السياسى، ولكن طبقاً لشروط وقوانين واضحة ومفهومة، ولذلك يبقى العهد فى النقاط الأربع التالية:

1 - احترام الرأى الآخر ومبادئ الديمقراطية.
2 - احترام الحريات الشخصية وما يكفله القانون والدستور من حقوق.
3 - احترام العقائد الدينية والمذاهب الأخرى.
4 - احترام مبدأ تداول السلطة وإعلاء شأن صندوق الانتخاب.

النقاط الأربع واضحة، ومثلها مثل «بيرسيل» قادرة على تفتيت وإزالة أقسى بقع المخاوف فى نفوس المصريين، الالتزام بها يمنح هذا الوطن نهضة هو فى أمس الحاجة إليها، وتداولا سلميا للسلطة يضعه فى صفوف دول العالم المحترمة، أما نقضها فلن يمثل سوى دعوى جديدة للفوضى وتشويه قاس للإسلام ورجاله.