اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 03:48 م

مظهر شاهين

السبت، 24 مارس 2012 07:57 ص

أعجبتنى خطبة الجمعة التى ألقاها أمس، الدكتور مظهر شاهين، خطيب الثورة، فى مسجد عمر مكرم، بميدان التحرير.

مظهر شاهين، خصص خطبة الجمعة الأخيرة، للحديث عن الانتخابات الرئاسية، ومسؤولية كل مواطن فى اختيار الرئيس القادم، واصفاً الاختيارات الخطأ أنها فى حكم «شهادة الزور»!!
أكثر ما استوقفنى فى خطبة مظهر شاهين أمس، هو حديثه عن أن الانتخابات «ولو كانت حرة» ليست غاية، بل هى وسيلة، لتحقيق التقدم، والرقى، والعدل، الذى قامت الثورة من أجله.

إن الانتخابات، حين تصبح غاية، فإنها فى أحسن فروضها، توفر «لحظة حرية»، وحين تظل وسيلة فإنها تصنع مجتمعاً حراً!! عبر دستور حقيقى، وحقوق ثابتة.

أوافق مظهر شاهين، أنه - وللآسف - ما يتم الترويج له الآن هو «لحظة الحرية» وليس صناعة المجتمع الحر.. بقيم وقواعد هذا المجتمع الحر.

ويتضاعف الأسف حين نجد النخبة المصرية مشغولة بترقب تلك اللحظة بأكثر من تركيزها على استحقاقات، أو شروط إقامة المجتمع الحر المشارك والفعال.

هل لدينا بديل عن وضع الحصان أمام العربة، كى تتقدم المسيرة، صوب بر الأمان الحقيقى؟! لا أظن!! ولا يمكن أن ننشغل بكل هذا التركيز على انتخابات رئاسية ستنتج رئيساً لأربع سنوات، وننسى دستوراً يفترض فيه أن ينظم حقوقنا وحرياتنا لقرن قادم.

إن شئنا الصدق، فالانتخابات الحرة، عنوان حقيقى لاستحقاق الإصلاح، لكن الانتخابات الحرة ليست هى فقط تلك الانتخابات التى تتوافر لها حرية التصويت أمام صناديق الاقتراع، لكنها أيضاً تلك التى يتمتع فيها المواطنون بحرية الإرادة والاختيار بالضمانات الوافية لجميع حقوق المواطنة وهو ما لا يمكن توفيره بغير دستور حقيقى.

أعجبنى أيضاً فى خطبة مظهر شاهين موقفه من اللجنة التأسيسية للدستور ودعوته بالأمس لتمثيل جميع الطوائف والتوجهات فى هذه اللجنة دون إقصاء أو استثناء أو استئثار أو احتكار مرفوض.

كان مظهر شاهين شجاعاً فى مطالبته المسؤولين الجدد بالإفصاح عن رواتبهم والمخصصات التى يحصلون عليها، وتأكيده على أهمية تخفيض هذه الرواتب والمخصصات احتراماً لظروف البلاد ومشاعر العباد.. ومحاولة إنقاذ صورة الثورة التى بات البعض يصفها بسحابة الصيف التى لم تحدث أثراً على أرض الواقع.

لا أخفى حبى الشخصى لأيقونة الثورة وخطيبها مظهر شاهين الذى عرفته قبل الثورة، وأثناء الثورة، وتضاعف حبى له بعد الثورة لثباته على الموقف والمبدأ.

لقد تعلمنا من سنة الله فى الكون، ومن خبرة الحياة، أن الكلمة الصادقة لا تذهب هباء، ولكنها تظل حية وتأخذ مكانها فى القلب والعقل وضمير الأمة.

عندما أتابع خطبة أو كلمة لمظهر شاهين أستعيد فى ذاكرتى رموزاً ليبرالية حقيقية وثائرة بحق أمثال شيخ الجامع الأزهر حسن العطار، والأمام المجدد محمد عبده، ورفاعة الطهطاوى زعيم التجديد فى الخطاب السياسى والدينى.

لن ينسى التاريخ أبداً دور هذا الشاب الأزهرى الرائع فى الثورة والدفاع عن مبادئها وقيمها بعيداً عن التوازنات والحسابات والمواقف الرمادية.