اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 02:29 ص

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أنا أعرف النتيجة!

الأحد، 11 مارس 2012 07:58 ص


أنا أعرف ماذا سيحدث بدءاً من اللحظة التى تتلقى فيها اللجنة العليا طلبات المرشحين للرئاسة.. أعرف أننا سنغرق فى وحل جديد من المعارك الهامشية، ونلهو بالتصريحات الساخنة، والاتهامات المثيرة التى سيتراشق بها المرشحون من حولنا.. أعرف أننا سنتقافز بالريموت كونترول بين الفضائيات، بحثاً عن بؤرة أكثر اشتعالاً باللهو الانتخابى.. أعرف أننا سنتحاور حول المرشح الفلول، والمرشح الممول والمرشح الصفقة، وأعرف أيضاً أننا وسط هذا الصخب الذى انطلق رسمياً يوم أمس السبت، سننسى ما هو أهم وأعظم وأكثر تأثيراً، سننسى الدستور وجمعيته التأسيسية والصراع حول مواده التى ستوجه مستقبل مصر لما هو أبعد من مائة عام أخرى أو يزيد.

الرئاسة أكثر تشويقاً، لكن الدستور هو ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، فلا تلهكم معارك المرشحين للخلافة، عن الجهاد الأكبر فى صياغة دستور مصر، ولا يمنعنكم الشتات الفكرى والسياسى والأخلاقى الذى تشهده مصر حاليا عن الاعتصام بقواعد البناء الصحيحة، والالتزام بتشكيل جمعية تأسيسية عادلة، تعرف الله عند كل سطر، وتفهم الدين فهم الأئمة العظماء، لا فهم القشور والعجائب، جمعية تأسيسية تعرف قيمة المواطنة، ومكانة الوطن، وآفاق الحرية، وبراح الرأى والرأى الآخر.

أنا أعرف أننا سنعيش حالة من السمر السياسى مع هؤلاء الراغبين فى حكم البلاد، وأعرف أن الحوار الدستورى سيبدو مجهداً إلى حد الملل، بالمقارنة مع طرافة السباق الرئاسى الأول فى تاريخ مصر، وأخشى من أن هذا السمر يبدو عمدياً لصرف الأنظار عن الحوار الدستورى، ولو أن الأمر بين يدى، لأمرت بتعطيل انتخابات الرئاسة، وحل البرلمان لنبدأ فى إعداد دستور مصر سطراً سطراً وكلمة كلمة، ولو أن الأمر بين يدى، لأمرت بأن تتفرغ الصحف والمحطات والمدارس والنوادى والنقابات والبيوت لمناقشة هذا العقد الاجتماعى الجديد ألف يوم وليلة، لكن الأمر.. كل الأمر، صار بين يدى الجهل، والفوضى، والمصالح الضيقة.