اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 03:09 م

اعتزال بركات

الثلاثاء، 21 فبراير 2012 05:12 م

لا مكان لممارسة رياضة كرة القدم فى بلد تفتح فيه الشرطة الأبواب للقتلة من الجماهير للاعتداء على لاعبى الفريق الضيف ولقتل جماهير الفريق الضيف.

هذا هو ما حدث من سلطات الأمن فى مدينة بورسعيد ضد لاعبى الأهلى وضد جماهير الأهلى بعد مباراة الفريق ضد المصرى فى الدورى العام لكرة القدم.

والنتيجة مقتل أكثر من 150 شابا وطفلا بريئا من جماهير الأهلى نحتسبهم عند الله شهداء، وإصابة أكثر من ألف آخرين من جماهير الأهلى مع إصابات بدنية قليلة وأغلبها سطحية للاعبى الأهلى، وأكبرها لشريف إكرامى، وإصابات نفسية عميقة لكل لاعبى الأهلى، وعلى رأسهم محمد بركات، ومحمد أبوتريكة، وحسام غالى، وأحمد فتحى، وشريف عبدالفضيل.
هل عرفتم الآن لماذا قرر محمد بركات اعتزال كرة القدم؟

اللاعب الذى يذهب للعب مباراة كرة قدم رسمية ضد ناد من نفس البلد، أى ناد مصرى، والغريب أن اسمه النادى المصرى.. وفى مدينة من نفس البلد، أى مدينة مصرية واسمها مدينة بورسعيد.. وأمام جماهير من نفس البلد، أى مشجعون ومواطنون مصريون.. يجب أن يكون مرتاح البال ومطمئن النفس وواسع الآمال والثقة والطموح.
ولكن الأمر جاء معكوسا مائة بالمائة.

تعرض بركات وزملاؤه قبل المباراة لكل أنواع السباب الجماعى البذىء والشامل لكل اللاعبين والمدربين والجماهير.. وانهالت عليهم الصواريخ النارية والحجارة والرخام والزجاجات كالأمطار من مدرجات المصرى.. واستمرت السباب ومعها الاعتداءات طوال المباراة تحت سمع وبصر حكم خائف مرعوب مرعوش عاجز عن إيقاف الانفلات.

ورغم أن النتيجة جاءت لصالح المصرى فى ظل حكم مرعوب وجو إرهابى محموم فإن ما حدث بعد اللقاء كان أشبه بأفلام الرعب التى لا يمكن تصديقها إلا فى السينما.

محمد بركات عاش الموت بعينيه وهو يجرى بأقصى سرعة إلى غرفة الملابس ووصلها متأخرا بعد أن طالته اعتداءات متناثرة، ولكنها لم تصبه.. وفى غرفة الملابس عاش دقائق منزعجا على سلامة زملائه الذين تأخر وصولهم وعلى مدربه مانويل جوزيه آخر الواصلين.
ولكن الذعر الحقيقى بدأ بعد لحظات مع دخول المصابين والشهداء من جماهير الأهلى تباعا إلى غرفة ملابس لاعبى الأهلى فى واقعة لم ولن تحدث فى تاريخ كرة القدم.
محمد بركات اعتزل لأنه إنسان.
هل عرفتم لماذا قرر بركات الاعتزال؟