اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 08:57 ص

الاستيلاء على الثورة

الأحد، 19 فبراير 2012 08:02 ص

إلى أى مدى يمكن أن يكون هناك بعد خارجى ودولى لإجهاض ثورة 25 يناير؟.

هذا سؤال دائم له شواهد فى الإجابة، لكن تبقى الأدلة الملموسة غائبة، وقراءة الحوار الهام لأستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل للزميل ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار، تعطى ضوءا كاشفا فى الإجابة، ولكن من خلال القياس على ما يحدث مع الثورة السورية، وما حدث فى ليبيا.

يقول هيكل: إن الفريق الدابى رئيس مراقبى الجامعة العربية الذى سافر إلى سوريا، تحدث صراحة عن أخطاء جسيمة للنظام، لكنه يتحدث أيضا عن ضحايا لم يقعوا، وعن مشاهد لم تحدث، وعن صور وأصوات يجرى تصنيعها بالتدليس والتزييف، وكثير منه فى معامل فى باريس ولندن، لكن التقرير تم إجهاضه منذ اللحظة الأولى، ويضيف الأستاذ: «فى سوريا نظام سيئ، وطال أكثر مما ينبغى، وهناك حالة ثورة فى سوريا، لكن هناك من يحاول الاستيلاء من الخارج على الثورة وعلى سوريا».

أما فى ليبيا، فيشير الأستاذ إلى كتاب: «الحرب بدون أن نحبها.. يوميات كاتب فى قلب الربيع الليبى» الصادر فى باريس مؤخرا لـ«برنارد هنرى ليفى» صديق الرئيس الفرنسى ساركوزى، العاشق للدولة الصهيونية، ويشرح فيه ليفى دوره العملى فيما حدث فى ليبيا قائلا بصراحة، إنه صانع ما جرى فى ليبيا ومدبره، وهو الذى كتب بيانات المجلس الانتقالى، وحرك دفعات المال وشحنات السلاح من كل مكان لليبيا، ودعا لحشد القوات، وقال إن رئيس الوزراء البريطانى كاميرون، لم يقبل المشاركة فى العمليات إلا بعد أن أخذت الشركات البريطانية نصيبا من بترول ليبيا مقدما، وقال إنه هو الذى نصح بتوظيف جامعة الدول العربية، لتكون جسرا لوضع ليبيا فى سلطة مجلس الأمن، كى يطبق فرض حظر جوى انتهى بالطريقة التى رأيناها.

لم تتعرض مصر أثناء تفجر الثورة لهذا النوع من التدخل الذى حدث فى سوريا وليبيا، لأسباب كثيرة، لكن هل يعقل أن الأطراف الدولية، تركت الأمور بعد ذلك دون أى تدخل لتعطيل مسار الثورة؟