اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 01:10 ص

الاختيار للأسوأ!!

الأحد، 19 فبراير 2012 08:02 ص

لا يمكن لبلد أن يتقدم فى أى مجال طالما كان مسؤولوه وفى كل المجالات يفضلون دائما اختيار الأسوأ عند أى مفاضلة.

واختيار الأسوأ فى مصر قاعدة ثابتة ولعلها القاعدة الوحيدة التى لا يختلف عليها اثنان فى أى حكومة أو مؤسسة أو وزارة أو جهة منذ سنوات طويلة.

والاختيار الأسوأ ليس قاصرا على الأشخاص فقط.. ولكنه ممتد إلى القرارات والمناقصات والعطاءات والدعوات والرحلات.. وبشكل بالغ الدقة.

تعالوا نتابع ما يجرى على ساحة الرياضة المصرية التى ظلت ضحية لانهيار وفساد طويل المدى وممنهج حكوميا.

هل سبق لأى شخص مؤهل علميا وإداريا أن تولى منصب رئيس المجلس القومى للرياضة منذ عرفنا ذلك المنصب المهم فى مجتمعنا؟

كل المسؤولين الكبار عن الرياضة فى مصر كانوا غير مؤهلين لتولى المهمة لأسباب متباينة، سواء لعدم المعرفة التامة عن الرياضة وشؤونها وآخرهم الرباعى عبدالأحد جمال الدين وممدوح البلتاجى وعلى الدين هلال وأنس الفقى.

وبعضهم متعصب لناد أو جهة وكاره لناد أو جهة.. وبعضهم رياضى ولكن لا مؤهل له إلا صداقته برئيس الوزراء وخنوعه التام لنجلى الرئيس السابق المخلوع حسنى مبارك.. وآخرون لم يجدوا لهم مناصب فى الوزارة وكان وجودهم ضروريا، فتم حشرهم فى خانة الرياضة مؤقتا لحين خلو مكان آخر بالوزارة.

والاختيارات الحكومية فى مجالس إدارات الأندية والاتحادات كانت كارثية أحيانا ومثيرة للتساؤلات أو للشبهات فى أحايين كثيرة، مثل اختيار رجال مطلوبين فى قضايا نصب واختلاس وتهريب أموال لرئاسة أندية كبيرة.

وعلى صعيد القرارات الخطيرة يكون الاختيار الأول للقرار الأسوأ أو الأكثر ضررا وانحرافا وفسادا.. ولا ننسى الاندفاع الغبى والمصروفات الخزعبلية والخسارة الكارثية الفاضحة فى طلب مصر تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 وحصول مصر على صفر من 24 صوتا.. وكان حسنى مبارك وفلوله متحمسين جدا للقرار الأسوأ.

وتكرر الأمر فى العامين الأخيرين رغم تحذيراتنا من سوء قرار تقدم مصر لتنظيم دورة ألعاب البحر المتوسط 2017 فى الإسكندرية.. وهو القرار الذى تحمس له حسن صقر وأقنع نظيف ومبارك والنظام اللصوصى الساقط.. وانتهى الأمر بخسارة مصر أمام تاجورانا المدينة الإسبانية التى لا يزيد حجمها ومساحتها وعدد سكانها على إحدى قرى الغربية أو كفر الشيخ.

الاتجاه إلى الأسوأ.. أمر لايزال موجودا وبكل المنهجية حتى بعد ثورة 25 يناير 2011.
ارحمنا يا رب.