اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 07:08 ص

حمدين وأبوالفتوح

الخميس، 16 فبراير 2012 07:59 ص

تعبر النداءات التى أطلقها البعض حول ضرورة التنسيق بين مرشحى الرئاسة، حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، عن أمنيات بأن يتوحد الاثنان على اعتبار أنهما يعبران عن مشروع وطنى حقيقى، وأن جمع كتلتهما التصويتية فى بوتقة واحدة، من شأنه أن يعزز فرص فوز أى منهما فى مواجهة أى مرشح منافس قد يكون مدعومًا من المجلس العسكرى، أو قوى الإسلام السياسى، أو باتفاق بين كليهما حسبما يتوقع البعض.

الفكرة نبيلة ومهمة، ولافتة من حيث إنها جاءت معاكسة عن التوقعات الأولى والتى أثيرت فور إعلان الدكتور محمد سليم العوا ترشيحه للرئاسة، وجاءت بعد إعلان ترشيح أبوالفتوح بفترة، ووقتها تكهن البعض، وأنا منهم، بأن واحدًا من الاثنين ربما يتنازل للآخر، وكان المنطق الذى حكم ذلك هو أن أبوالفتوح والعوا لهما خلفية الانتماء إلى معسكر «الإسلام السياسى».

أما وأن نداء التنسيق يتوجه الآن إلى صباحى وأبوالفتوح، فهذا يعنى أن هناك شعورًا لدى أصحابه بأن الاثنين يمثلان فرس الرهان فى السباق، وأنها معًا قد يعرقلان فرصهما، وبحسبات التقارب بينهما سنجد إشادات متبادلة، فمرة يتحدث أبوالفتوح مشيدًا بحمدين وبنضاله الوطنى، وأنه من تراب هذا البلد، ومرة يتحدث حمدين عن أن أبوالفتوح مناضل وطنى شريف، ويؤكد الاثنان على صداقتهما منذ أن كانا فى جامعة القاهرة فى السبعينيات من القرن الماضى، حيث شغل حمدين موقع رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة ونائب رئيس اتحاد الجمهورية، ثم خلفه أبوالفتوح فى رئاسة اتحاد جامعة القاهرة، من خلال الاتحاد، ومن خلال الاتحاد واجه الاثنان الرئيس الراحل أنور السادات فى حوار مفتوح ومذاع بعد انتفاضة الخبز فى يناير عام 1977.

ناضل الاثنان ضد حكم مبارك، ودفعا ثمنًا باهظًا من حريتهما بالاعتقال والسجن، ومع كل ذلك فإن فكرة جمعهما معًا بتنازل أحدهما للآخر، تبدو صعبة من حيث إن الاثنين يتمتعان بقدرات قيادية هائلة، وزخم جماهيرى، وجماهير كل منهما ترى فى كل واحد منهما أنه يستطيع قيادة هذه المرحلة الصعبة فى تاريخ مصر، ولهذا أعتقد أن الأوفق فى تناول هذه المسألة أن تتم على قاعدة توحد الجهود بينهما فى حال دخول أحدهما جولة الإعادة، بمعنى أن يقف الخاسر منهما وراء الآخر الذى يحالفه الحظ ويخوض الإعادة.