اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 07:27 م

دعوة لك

الأحد، 12 فبراير 2012 07:54 ص

عزيزى.. أو عزيزتى.. تحية محبة وتقدير وبعد..

أدعوك - ومن تحب - السابعة مساء غداً الاثنين، 13 فبراير 2012، بمقر حزب «غد الثورة» بميدان طلعت حرب بالقاهرة، لتكون بطلاً وشريكاً، فى مشهد لإحياء الحب فى قلوبنا!

ربما لا أعرفك - شخصياً - وربما لا تعرفنى - شخصياً - لكننى أدعوك شخصياً - ومعك من تحبه - كى نحيى معاً عيداً لأكثر ما نفتقده، ونحتاجه اليوم وهو «الحب»!!

ثق فى جدية الدعوة، فهى ليست مجرد سطور من مقدمة لمقال عن الحب، أو للاحتفال بعيده، بل هى دعوة جدية لنتعاطى معاً الدواء لأكثر الأمراض خطورة، وتفشياً بيننا الآن: «مرض معدى» هو: الكراهية وغياب الحب؟!

الدعوة التى ستبرزها للمشاركة فى الاحتفال، هى وردة، اشترها وأحضرها معك، كى تقدمها لشخص تحبه، أو شخص تعلمت منه الحب!! ربما يكون أمك، أو ابنك، أو زوجتك، أو شخص عزيز عليك أو قريب لقلبك، ربما يكون صديقا روحيا، أو معلما لم يبخل بعلمه عليك، أو شهيدا مات من أجلك سنقدم لك شهادة تقدير باسمك وأخرى فارغة كى تهديها لمن تحب، وسنترك لك أن تقول كلمة - إذا أردت - لتقول ما تريده عمن تحب، أو لتوجه فى هذا اليوم رسالة حب لمن تحب!

أعرف أن عيد الحب هو الثلاثاء 14 فبراير - وليس مساء الاثنين - لكننا قررنا أن نترك يوم العيد لمن تحب!

قررنا أن نطلق هذه الدعوة قبل العيد بساعات قليلة لنذكIر الناس بالفريضة الغائبة، فى زمن أكثر ما نفتقده هو الحب.

أعرف أيضاً أن هذه الدعوة سيهزأ بها ومنا البعض، ولا أستبعد أن أجد تعليقات على حسابى على «تويتر» أو من مجموعة الهجوم الثابتة على مقالى من المعلقين فى «اليوم السابع» من يقول إنها دعوة استعمارية!! وربما يراها البعض محاولة لإلهاء الناس عما يحدث فى البلاد إلخ.. لكن الحقيقة هى العكس..

فالذين لا يعرفون الحب.. لا يعرفون أى شىء.. والذين لا يجيدون الحب.. لا يجيدون أى شىء.. إلا الكراهية.

أعظم ما أنتجته الأيام الأولى من ثورة يناير 2011، كان الحب!! كانت الناس تتبادل النظرات، والقبلات والأحضان، وهم لا يعرفون بعضهم بعضاً، كانت كل القلوب صافية، والأرواح متسامية، والمشاعر فياضة.

بعد عام من الثورة.. ماذا حدث للناس؟! لماذا أصبح كل منا لا يرى إلا نفسه، لا يتسع قلبه لغيره.

ماذا حدث فى هذا العام، كى نكره بعضنا البعض، أكثر مما نحب؟! هذا هو السؤال وهذه هى المعضلة؟

نريد أن نحيى معاً قيمة مهمة فى حياتنا هى قيمة الحب الضائع، قيمة التسامح، والقبول بالآخر.

مساكين أصحاب القلوب السوداء، حياتهم كئيبة، قاتمة، مقبضة محكوم عليها بالفشل دائماً.. فمن لا يعرف كيف يحب، لا يعرف كيف ينجح فى الحياة.. فلكى تنجح فى الحياة لابد أن تفهم الناس، وكى تفهم الناس لابد أن تحبهم!!

الفارق الحقيقى بين الإنسان واللاإنسان هو الحب، فالحب ليس فقط حبنا لزوجاتنا أو أمهاتنا وأولادنا وبناتنا وأصدقائنا، بل الحب هو أن نحب هؤلاء جميعاً وقبلهم أوطاننا وخالقنا والإنسانية جميعاً.

إذا سألتنى أيها المدعو العزيز لماذا تدهورت الأمور فى مصر؟ أقول: لأننا تعلمنا كيف نكره بعضنا، أكثر مما تعلمنا كيف نحب بعضنا بعضاً!! لا أمل فى الإصلاح بغير مصالحة، ولا أمل فى المصالحة بعيداً عن الحب ودون أن نتعلم كيف نحب؟! كيف نغفر؟! كيف نعفو؟! كيف ننسى؟! كيف نصفو؟! كيف نرحم؟! وهذا هو الحب!

يوم الاثنين سيكون يوماً سياسياً - عاطفياً - سأدعو فيه لفيفا من محبى مصر، والقائمة طويلة بطول قصة الحب التى تربطنا جميعاً بمصر، سأدعو أم مينا، وأم على، وأم خالد سعيد، وأمهات شهداء الثورة «وهذه دعوة لهم».

سأدعو لفيفا من الرموز الفنية والثقافية فى مقدمتهم حبى الكبير وأستاذى محمد نوح، والأستاذ محمد صبحى، ورامى عصام، والشاعر عبدالرحمن يوسف، ولفيف من الإعلاميين، سنقدم للجميع شهادة تقدير وحب وأخرى فارغة لمن يحب!!

أنا شخصياً مازلت متحيراً مَن أختار من الأسماء لأضع اسمه على شهادتى الفارغة؟! أمى.. أم أبى.. أم أسرتى.. وولدى.. أم أستاذى الدكتور الشافعى بشير.. أم معلمى محمد عبده.. أم أمى الثانية صافيناز عرمان.. أم لأمهات الشهداء.. أم لهم جميعاً؟! لا أعرف! كل ما أعرفه الآن، أنى فى هذا اليوم سأقلب صفحة فى حياتى لأبدأ صفحة جديدة، أتسامح فيها مع كل صديق، غدر بى، وكل حبيب فرط فى حبى له، وأغفر لكل من أساء لى ولنفسه أولاً!! سأمحو فى هذا اليوم قائمة المدينين لى! وسأسدد بعضاً من ديونى فى الحياة بالشكر والحب لكل من وقف إلى جوارى يوماً.. ولو بالدعاء!
نعم انتظركم.. لنقول.. نعم للحب.. لا للكراهية!!