اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 09:21 م

الغضب يصل المساجد

الأحد، 02 ديسمبر 2012 10:02 ص

حالة الغضب الشعبى والسخط على الرئيس واستبداده وصل حد الخطر وانتقل من الشارع إلى المساجد بعد أن دخلت السياسة والنفاق إليها وتجاوزت حدود القداسة والعظمة التى يحتلها المسجد فى الإسلام ودوره الكبير فى المجتمع فى التربية الدينية الصحيحة. وهنا يدق ناقوس الخطر بشدة بعد واقعة خطيب مسجد الشربتلى بالتجمع الخامس حيث كان الرئيس مرسى يؤدى صلاة الجمعة وصدرت الأوامر للخطيب بالنفاق العظيم للرئيس فى حضوره وتشبيهه بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى إصداره إعلان دستورى مستبد وديكتاتورى أثار غضب الشعب عليه، وخالف الخطيب ضميره الإنسانى والوظيفى ولم يقل كلمة حق فى وجه سلطان جائر بل اعتبر قراراته هى ذاتها التى اتخذها الرسول فى تركيز كل السلطات فى الدولة فى يده وتجريف دولة الدستور والقانون، والرسول الكريم الذى كان خلقه القرآن أبعد ما يكون عن ذلك. النفاق لم يمنع الناس داخل المسجد من الاعتراض بصوت عال على الخطيب وعلى الرئيس نفسه ورددوا فى حضوره بسقوط الاستبداد وسقوط حكم المرشد رغم محاولات مرسى تهدئة الناس التى باءت بالفشل مما اضطر الحرس وشباب الإخوان لإخراجه سريعاً من المسجد قبل أن يتصاعد الغضب.

الواقعة تكررت فى عدة مساجد أمس الأول وواجهها المصلون بالرفض وربما كانت صحوة الضمير من أحد خطباء مساجد الإسكندرية كاشفة لأوامر نفاق الرئيس التى أصدرتها وزارة الأوقاف لأئمة وخطباء المساجد فقد قدم الرجل استقالته أمام المصلين لأنه لن ينافق الرئيس ويدعو الناس إلى تأييده فى قراراته من فوق المنبر الذى اعتلاه الرسول صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة.

الأن نحن فى مواجهة خطر الفتنة والانقسام داخل المساجد أيضا ومع تزايد حدة الاستقطاب قد نفقد قدسية ومكانة ودور المسجد الأصيل مع دخول حالة النفاق السياسى إليه ومخالفة قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) فلا يجوز خلط العبادة لله بالدعوة لولى أو حاكم أو رئيس وانحراف المسجد عن رسالته الأساسية فى التربية الدينية والروحية السليمة وفى الدعوة إلى التوحد وليس الفرقة والانقسام. فالمسلم إذا دخل المسجد يتجرد من كل انتماءاته السياسية والفكرية ويشعر بالطمأنينة والخشوع وينصت إلى العطاءات الروحية والأخلاقية من خطيب موثوق فى علمه وفى ضميره.

خلط الدين بالسياسة فى خطب الجمعة ومحاولة توظيف المساجد لأغراض سياسية سوف يجعل من المساجد ساحات نزاع وانقسام فى المجتمع أكثر مما نشاهده الآن بسبب قرارات وعناد السيد الرئيس وغرور جماعته.