اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 04:02 م

«جبهة الخراب» ولبن العصفور

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 11:59 ص

المعارضة فى كل الدول الديمقراطية، تدعم أى خطوات إيجابية للنظام الحاكم خاصة إذا استجاب لمطالبها، لكن فى مصر نجد المعارضة من نوع خاص جداً، فهى تصر على أن تعارض وفقط، فقد ملأ أشاوس جبهة الإنقاذ الدنيا صراخا وتظاهرا من أجل إلغاء الإعلان الدستورى الذى وصفوه بالاستبدادية والديكتاتورية، بالرغم من أنه كان يستهدف حماية أهداف الثورة والثوار، وأكدوا أمام وسائل الإعلام أنهم يستهدفون إسقاط هذا الإعلان، ولكن بعد توصل كوكبة من الوطنيين المصريين من خلال الحوار الأخير، مع رئاسة الجمهورية، إلى تنفيذ مطلب المعارضة بإسقاطه، ظن الجميع أن قيادات هذه الجبهة سيخرجون ليشكروا الرئيس.

لكن للأسف وجدنا «جبهة خراب مصر» تخرج علينا لتأكد، أن ما حدث مجرد مرواغة من الرئيس، وأنها لن تقبل ما اتخذ من خطوات ولو كانت فى ظاهرها الاستجابة لما طالبوا به، وأنهم قادمون بخطى ثابتة من أجل تحقيق أهدافهم، التى أصبحت واضحة للجميع، بل وجدنا حالة التخريف والهراء وصلت ببعضهم إلى المطالبة بإسقاط الرئيس، ومنهم من لمح إلى فقد الرئيس لشرعيته! حالمين بأن يكرروا سيناريو الطاغية مبارك، مع الرئيس مرسى، متناسين أن الرئيس معه الشرعية التى منحها له الشعب من خلال صندوق الانتخابات، وأن لدية قاعدة شعبية تمثل الأغلبية، وقبل ذلك تأييد معظم الشعب المصرى له، وأعلم يقينا أن الرئيس لو أتى إليهم بلبن العصفور ما اكتفوا، فهم يخططون لاغتيال تجربة الإسلاميين فى الحكم، كما حدث فى الجزائر من قبل، ولكن هيهات فحلمهم وهم ولن يحققوه إلا من خلال منافسة سياسية شريفة، يكون الصندوق فيها الحكم.

ويكفى «جبهة خراب مصر» ذنبا أنها أعادت لنا إنتاج فلول النظام السابق، فى شكل ثوار، وسمحوا لهم أن يطئوا بأقدامهم ميدان التحرير، الذى أبت دماء الشهداء أن يدخله هؤلاء المجرمون، لكنهم الآن اختبئوا خلف عباية الثورة، مستغلين رغبة رموز التيارات الليبرالية واليسارية فى زيادة أعداد المتظاهرين، لذا وجدناهم يعيثون فى الأرض فسادا، ويخرجون علينا مستخدمين العنف والبلطجة، واغتالوا الثوار الحقيقيين فى محيط قصر الاتحادية، حيث اغتالوا سبعة شهداء من المصريين المنتمين للإخوان المسلمين.

وموقف آخر وجدنا فيه المعارضة تقيم الدنيا ولا تقعدها، بعد ما قررت الحكومة فرض ضرائب جديدة على بعض السلع، مع العلم بأن الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة، كانت أيضا ترفضها، وهذا من حق الجميع، لكن الغريب عندما تدخل الرئيس وأصدر قرارا بإلغاء هذه الضرائب، وجدنا رموز الجبهة المزعومة، تستمر فى شن حربها على الرئيس، بدلا من أن تثنى على تدخله لوقف الخلل فى تقديرات الحكومة لبعض الأمور، ولكنه العداء الذى يعمى الأبصار، وشهوة الوصول للسلطة التى تدفع صاحبها للإطاحة بكل قواعد الديمقراطية، وأسس العمل السياسى.