اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 06:44 ص

ماذا يقول الرئيس بعد مائة يوم؟

الخميس، 04 أكتوبر 2012 10:11 ص

المائة يوم الأولى من فترة رئاسة الرئيس محمد مرسى بدأت تثير غبار معركة حامية بين الذين يروا أن الرئيس فشل فى تنفيذ وعوده التى تعهد بها قبل وبعد فوزه بمنصب الرئيس، وبين الذين يعتقدون أن هناك نجاحا قد تحقق بالاستعانة باستطلاعات الرأى إياها على طريقة النظام البائد.

فشل الدكتور مرسى أو نجح فى وعود المائة يوم ليست هى المشكلة الحقيقية والحكم والقياس يرجع للشعب المستفيد من النجاح والمتضرر من الفشل، ولا يحتاج فى ذلك استطلاعات رأى كاذبة ومضللة تهلل وتبشر بأن «الدنيا بقت رائعة والجو أصبح ربيعا مع مرسى».

المشكلة ترجع فى الأصل إلى الرئيس نفسه الذى وضع نفسه فى مأزق كبير بإطلاق الوعود لحل مشاكل كان عليه أن يدرك أنها مستعصية ومزمنة، ألزم الرئيس نفسه - فى نوبة شجاعة - بما لا يقدر عليه، أمام شعب لا يستطيع معه صبرا بعد أن وعده بأحلام وردية ومليارات الدولارات التى ستنهال على مصر وبملايين الأفدنة الجاهزة للزراعة فورا وبالأمن والوقود والخبز والنظافة والمرور والقضاء على العشوائيات والفوضى، وهى مشاكل تحتاج إلى همة ثائر وعقلية زعيم.

الصدق والشفافية والوضوح ومصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع المتدهورة والوعد ببذل العرق والجهد فى مواجهتها كانت كفيلة بكسب ثقة الشعب واستنهاض هممه واستغلال طاقاته الجبارة على العمل والإنتاج، على سبيل المثال، الرئيس الفرنسى الأسبق شارل ديجول الذى ينظر إليه الفرنسيون على أنه الأب الروحى للجمهورية الفرنسية الخامسة، لم يعد فى خطابه الأول للشعب الفرنسى بعد توليه الرئاسة بعد الحرب العالمية الثانية، وهو القائد والمنتصر، بشىء سوى أنه «سيبذل الجهد والعرق والدم لبناء فرنسا الحديثة»، حتى الرئيس الأمريكى بارك أوباما رئيس الدولة الأعظم اقتصاديا وعسكريا فى العالم طالب شعبه فى خطابه الأول بالعمل سويا فى مواجهة التحديات التى تواجهها أمريكا.

على أية حال الرئيس مرسى حمل نفسه بوعود لم تتحقق، وعليه أن يصارح الشعب بالحقيقة ولا يستمع إلى أصوات النفاق، ولا إلى استطلاعات الرأى الزائفة، والتى لا تعكس الواقع المرير فى المائة يوم الأولى، وعندما يتحدث فى خطابه المنتظر، عليه أن يقول الحقيقة ولا شىء غيرها، وسوف يصدقه الشعب ويغفر له، إذا أراد.