اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 01:21 م

المنتخب الإسلامى

الإثنين، 29 أكتوبر 2012 07:05 ص

كل المؤشرات تقودنا الآن إلى أن انتخابات مجلس الشعب القادمة، ستكون بطعم مختلف فى الدعاية الانتخابية.
الاستقطاب السياسى الحاد بين القوى السياسية المختلفة، قسمت الكل بين فريقين، فريق يسعى إلى تكوين ما يسمى بـ«منتخب إسلامى» يجمع كل أطياف قوى الإسلام السياسى، فى مقابل فريق يشمل كل الأحزاب والقوى المدنية.
هذا الانقسام الذى تتشكل ملامحه منذ فترة، ينتهى لمعركة الانقضاض الكبرى فى الانتخابات المقبلة، ويتسلح فريق «المنتخب الإسلامى» بخطاب دعائى ستزداد حدته فى المرحلة المقبلة، وعلينا أن نتوقف طويلا أمام ما حدث على المنابر من بعض خطباء المساجد الذين كيلوا الاتهامات لكل القوى التى تعارض الرئيس مرسى وجماعته.
لم تقتصر الاتهامات على التشكيك فى الوطنية، وإنما امتدت إلى اتهام الذين يعارضون قوى الإسلام السياسى بأنهم ينشرون الفاحشة، ويقاومون تطبيق الشريعة الإسلامية، ويجمع فريق «المنتخب الإسلامى» كل معارضيه فى سلة واحدة دون تمييز فى اختلاف الأيديولوجيات.
المثير فى تكوين «المنتخب الإسلامى» فى حال إتمامه أنه يجمع بين أطياف من قوى الإسلام السياسى، تتفاوت نظرتها إلى قضايانا المصيرية، ففى مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية فى الوقت الذى يدعو السلفيون إلى تطبيقها فورا، نرى جماعة الإخوان المسلمين بعيدة عن ذلك، ويكاد يكون تردديها لهذا المطلب هو أقرب للاستهلاك المحلى، ولعل الموقف من المادة الثانية من الدستور، هو تعبير عن اختلاف جذرى فى الرؤية بين جماعة الإخوان والسلفيين وأطياف أخرى من قوى الإسلام السياسى، وبناء على ذلك فإن «المنتخب الإسلامى» المزمع تكوينه لا يقوم على رؤية واحدة، وإذا كانت أطيافه تتهم معارضيهم بأنهم يعملون من أجل مصالحهم الخاصة، فهم أيضا متهمون بالعمل من أجل مصالحهم الخاصة، فالحديث باسم الدين لا يعطيهم صك البراءة فى ذلك.
الأمر يسير على هذا النحو، ويشير إلى أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد نوعا من الدعاية الانتخابية قد يصل إلى حد التكفير، بتقسيم المصريين إلى مسلمين مؤمنين يمثلون «المنتخب الإسلامى»، والذى سيعزف أفراده على اتهام معارضيهم بأنهم يحاربون الإسلام، وهكذا سنرى الفريقين، ونرى انتخابات يتم فيها استخدام سلاح الدين بشكل مغلوط، مما قد يتولد منها عنفا، لأن هناك من لديه استعداد لعمل أى شىء يتصور من خلاله أنه يعمل من أجل مصلحة الإسلام.