اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 03:59 ص

متى نجد إعلاما محايدا؟

الخميس، 18 أكتوبر 2012 02:59 م

الوسائط الإعلامية المتعددة فى معظم الدول المتقدمة، تلعب دورا مهما فى نهضة الشعوب، فهى دوما أداة لبناء الأمم وتقدمها، وذلك لقيامها على أسس المهنية ومواثيق الشرف الوطنية والأخلاقية، لذا نجد أن المؤسسات الإعلامية الكبرى من السهل أن تعتذر عندما تقع فى خطأ مهنى، وأيضا من أهم صفاتها الحياد التام والبعد عن الانحياز لأى طرف، ويكون انحيازها الأول لمصلحة الوطن، كما أنها تتميز بالنقد البناء، البعيد كل البعد عن التجريح والإساءة، ملتزمة بنقل الحدث كما هو دون تلوينه برأى أو فكر أو أيديولوجيا، كما من بديهيات هذه النوعية من الإعلام، عدم السماح لرأس المال المؤسس له، التدخل فى سياستها التحريرية وخطها الإعلامى.

لكن للأسف إذا نظرنا لإعلامنا المصرى سنجد، أنه بعيد كل البعد عن هذه الأسس، فدوما نجده إعلاما منحازا متلونا، متأثرا بأفكار وأيديولوجيات القائمين عليه، ومستجيبا لضغوط رءوس الأموال الممولة له، متحيزا لفئة دون الأخرى، بل ومثيرا للفتنة والإثارة، ومشوها لكل الجهود، لذا وجدنا المنتج الإعلامى المصرى ضعيفا وغير منافس على المستوى الدولى.

ولعل ما نقرأة على صفحات بعض الصحف التى فى ظاهرها أنها تحمل صفة المستقلة، لكنها تبطن التحيز والبعد عن الحياد، وذلك بخلاف ما يحدث بمصاطب الفضائيات «التوك شو»، خير دليل على ذلك، فقد تخصص كثير من الفضائيات المصرية فى الهجوم الحاد على فصائل سياسية بعينها وعلى رأسها التيار الإسلامى، من أجل تشويهها واغتيالها معنويا، بل وجدنا فى معالجتها للقضايا انحيازا كاملا للأجندات اليسارية والليبرالية، ضاربين بمبدأ الحياد عرض الحائط، مستغلين رغبة ممولى هذه البرامج والقنوات، فى إفشال تجربة الإسلاميين فى الحكم، لذا حولوا معظم فقرات برامجهم لهجوم حاد تقلب فيه الحقائق، وتروج فيها للأخبار الكاذبة، وتضخم فيه الأخطاء، فى الوقت الذى يتم التعتيم على كل إنجاز.

إن ممارسات الإعلام فى تغطية حدث النائب العام، وأحداث ميدان التحرير، يوم الجمعة الماضية، خير دليل على عدم الحياد، حيث حاول الإعلام تحميل الإخوان تبعات تطور الأحداث، بالرغم من قيام الفصائل السياسية الأخرى بالتصعيد والاعتداء على شباب التيار الإسلامى، وحرق أتوبيساتهم، لكن للأسف صور الإعلام هذا اليوم على أنه معركة بين وحش الإسلاميين الظلامى، وعصفور المدنيين التنويرى.

إن مثل هذه الممارسات الإعلامية لا تزيد الفصائل السياسية إلا فرقة، وتعمق الجراح وتشعر الإسلاميين بالاضطهاد، الذى يدفعهم إلى مقاطعة مثل هذه الوسائل الإعلامية المنحازة، ولن تلتئم الجراح إلا بتحكيم الضمائر، وتغليب مصلحة الوطن على أى مصلحة حزبية أو فئوية، وأن تقوم وسائل الإعلام بإصلاح منظموتها، من خلال العودة لقواعد وأسس المهنية ومواثيق الشرف القيمية التى لابد أن تحكم أداء إعلامنا.