اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 11:23 ص

البشرى والعريان والنائب العام

الأحد، 14 أكتوبر 2012 07:29 ص

أربعة وجوه فى أزمة إقالة النائب العام الدكتور عبدالمجيد محمود يجب التوقف أمامهم طويلا، ثلاثة منهم يجب مساءلتهم، وواحد يجب على الثلاثة أن يتوقفوا أمام ما ذكره تعليقا على هذه الأزمة.
الثلاثة هم المستشار أحمد مكى وزير العدل، والمستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية للدستور، والدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، أما الرابع فهو المستشار طارق البشرى.
وقف مكى والغريانى والعريان فى خندق واحد، العريان واصل دوره فى تهديد وتوعد الآخرين، قال للنائب العام: «الخيار الأفضل لك قبول منصب سفير الفاتيكان بكرامة، وفكر جيدا، الخيارات الأخرى صعبة»، علينا أن نتوقف طويلا أمام تعبير العريان: «الخيارات الأخرى صعبة»، طبعا المعنى فى بطن الشاعر، و«الشاعر» الذى هو «العريان»، يبدو أن فى بطنه أسرارا لجهات تعد عدتها فى الأيام القادمة لشخص النائب العام، العريان أصبح لديه الخبر عن خطط سرية قادمة، لكن لا أحد يعرف هل هى مثل خطط المستشارين الغريانى ومكى اللذين بح صوتهما أيام مبارك بضرورة الحفاظ على دولة القانون، لكنهما فى أزمة النائب العام كانا لهما رأى آخر.
فطبقا لما قاله النائب العام: «أبلغنى وزير العدل صراحة أن المظاهرات التى ستخرج فى جميع محافظات مصر يوم الجمعة سوف تطالب بإقالتك، ويجب عليك أن تترك منصبك على الفور»، أما المستشار الغريانى فقال: «المتظاهرون من الممكن أن يتوافدوا على مكتبك وأن يقوموا بالاعتداء عليك على نحو ما جرى مع المستشار عبدالرازق السنهورى رئيس مجلس الدولة».
أسوأ ما فى لغة «المستشارين» أنهما لم يتحدثا عن صحيح القانون، وإنما عن المظاهرات، فمن أبلغهما بما سيجرى فيها؟ أما الهدف فقال عنه المستشار طارق البشرى: «لا أظن أنه حدث من قبل فى تاريخ مصر، لأن المادة 76 من قانون السلطة القضائية رقم 46 لسنة 1972 تنص صراحة على تحصين مناصب القضاء والنيابة العامة من العزل».
البشرى المتجرد من هوى السلطة وحناجر المتظاهرين قال: «قرار مرسى عدوان على السلطة القضائية، وعبدالمجيد محمود أصلح من تولى المنصب فى نصف القرن الأخير»، فهل لا يزال العريان عند تأديبه ووعيده: «الخيارات الأخرى صعبة»؟