اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 04:57 ص

احتفال أكتوبر أم احتفال الإخوان؟!

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012 08:09 م

جاء الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم مواكباً لقرب انتهاء المائة يوم الأولى للرئيس محمد مرسى والتى حملت الكثير من وعود المرشح الرئاسى الدكتور محمد مرسى قبل شهور، وقد استغل الرئيس الفرصة لتبرير إخفاقاته وإبراز نجاحاته من خلال هذا الاحتفال المهيب الذى أقيم باستاد القاهرة الدولى بتنظيم جيد لوزارة الشباب ووزيرها الدكتور أسامة ياسين «أحد القيادات الشابة البارزة بتنظيم الإخوان المسلمين» الشىء الذى جعل من الاحتفال أن يحمل النكهة الإخوانية حيث ظهر الرئيس فى وسط مؤيديه الذين يصفقون ويهللون له منذ أن ظهر بالسيارة المكشوفة «بدون وزير دفاعه!» وحتى نهاية خطابه الحماسى الذى تطرق فيه للمائة يوم الأولى فى عهده أكثر من تطرقه للحدث الأهم وهو نصر أكتوبر!

لقد كان الحضور لفيفا من رجال الحكومة «90 بالمائة إخوان» ولفيفا من شباب الأحزاب «90 بالمائة إخوان» وشباب الإخوان أنفسهم! وشخصيات عامة أبرزهم طارق الزمر أحد المشتركين فى مقتل الرئيس السادات صاحب نصر أكتوبر!! بالإضافة إلى بعض عناصر الجيش «أصحاب العيد» وقيادات جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد يا لها من توليفة، الرجل يحتفل بعيد مصر وتحريرها وسط رجاله ومحبيه على طريقتهم الخاصة وبالتالى جاء رد الفعل مرضياً له ولرجاله وبالتالى تناقلته معظم الصحف ووسائل الإعلام «الذين هم أيضاً رجاله» بشكل أسطورى لتكتمل كافة الأركان المطلوبة لإرضاء فصيل بعينه وتبرير وتأكيد نجاحه رغم أنف الجميع.

يبدو أن المرحلة الحالية هى مرحلة استعراض العضلات والبقاء للأقوى.. إنها مرحلة دقيقة تحركت فيها البلد من هيمنة وسيطرة الحزب الوطنى إلى هيمنة وسيطرة حزب الحرية والعدالة الإخوانى الذى يتمتع بالصبغة الدينية والعقيدة الممتدة لأكثر من ثمانين عاماً منذ أن أسس حسن البنا تنظيم الإخوان المسلمين.. إنها مرحلة قد تتحول فيها مصر من مخدومة من كافة المؤسسات إلى خادمة لمؤسسة الإخوان.. إنها مرحلة قد يتحول فيها البسطاء من مصريين إلى إخوان.. إنها مرحلة قد تُطمس الهوية المصرية فيها لأول مرة بالتاريخ.. إنها مرحلة استضافة الزمر لاحتفالات أكتوبر بينما صُناع النصر والأبطال بالسجون أو ببيوتهم دون دعوة!! إنها مرحلة تصفية الحسابات وإعادة ترتيب الأوراق واختلاط الحابل بالنابل.