اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 06:00 ص

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الهجوم بمولوتوف السياسة على الدكتور زويل

الخميس، 05 يناير 2012 08:00 ص


لم يترك العالم المصرى الكبير، القيمة الوطنية الجليلة، الدكتور أحمد زويل، مناسبة صغيرة أو كبيرة إلا أكد فيها أن النهضة العلمية لمصر هى حلمه الأول، وغايته العظمى التى يسعى إليها آناء الليل وأطراف النهار. وقطع زويل الشك باليقين فى اختياره الحاسم بأن يبتعد عن هوجة الصراع على كعكة السلطة، وأن يدير ظهره، باختياره الحر، للسباق على رئاسة الجمهورية.

لم تكن السلطة حلما لزويل، بل كانت مصر وتقدمها ورقيها الحضارى هى هذا الحلم المشرق فى وجدانه. هكذا اختار العالم المصرى الكبير طريقه وسط فوضى المزايدات الرخيصة التى خاضها الطامعون فى السلطة بعد ثورة يناير، وهكذا- أيضا- قرر الدكتور زويل ملامح مشروعه الوطنى الذى يبدأ بمدينة زويل العلمية، ولا ينتهى إلا بفرض اسم مصر على خريطة العلم والتقدم والرقى والفكر فى العالم أجمع.

ورغم كل ما يبذله زويل، طوعا وحبا لهذا البلد، لم يسلم من أصحاب السيوف المسممة التى لا يروق لها أبدا أن ترى رأسا مرفوعا إلا قطعته، أو حلما كبيرا إلا أجهضته، أو قامة وطنية إلا لوثتها بخطايا السياسة، فانطلقت الشائعات المريضة، والتكهنات الرخيصة لتلاحق الرجل، بزعم وجود صفقة بينه وبين المجلس العسكرى لتولى رئاسة الجمهورية، ومضى هذا الظلم الأحمق إلى نهايته، ليعبر عن نفسه فى صور شتى فى الصحف، والفضائيات، وفى حملات بعض مرشحى الرئاسة، معدومى الحيلة، على الـ«فيس بوك»، كأن هؤلاء المسممين لم يسمعوا من الرجل كلمة فى أى من البرامج التى أطل فيها علينا، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، فأصيبت قلوبهم بالعمى والصمم عن الحقيقة.

الإساءة لزويل ومشروعه لا تختلف عن إلقاء زجاجات المولوتوف على مبنى المجمع العلمى، انتقاما من مصر، وعداء لنهضتها.. كفوا أيديكم عن هذا المولوتوف، واتركوا لنا العلم نتحلق حوله من أجل بلادنا، وامضوا أنتم لتقاسم كعكة السلطة.