اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 09:36 م

المرشد وعبدالغفور والفن القيمى

الخميس، 05 يناير 2012 08:00 ص

أثارت زيارة الإخوان مؤخرا لنقابة المهن التمثيلية، ورد النقابة للزيارة بوفد تقدمه الفنان الكبير أشرف عبدالغفور، الذى وصف لقائه مع د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بأنه كان مطمئنا ومبشرا، وأنه متفائل بشكل شخصى حول مستقبل الفن فى الفترة المقبلة - كثيرا من ردود الأفعال، خاصة من بعض العلمانيين، الذين أكدوا فى وسائل الإعلام أن الإسلاميين رؤيتهم للفن متشددة، وأن مبادرتهم هذه ما هى إلا مراوغة محارب.

وهؤلاء لا يعلمون شيئا عن علاقة الإسلام بالفن، ونرد عليهم بكلمات للعلامة الشيخ القرضاوى ومنها «إذا كان روح الفن شعورا بالجمال، والتعبير عنه، فالإسلام أعظم دين - أو مذهب - غرس حب الجمال والشعور به فى أعماق كل مسلم»، كما أن الفن عبر التاريخ الإسلامى لعب دورا مؤثرا فى المجتمعات، ولن يستطيع أحد أن ينكر أن الفن القيمى يرفع من الذوق العام، ولذا عزز الإسلام هذه الرسالة خاصة إذا استهدفت غرس قيم جادة بعيدة عن ثقافة العرى والجنس المبتذلة التى تهدم ولا تبنى، وتدفع المجتمع للهاوية، وتغرق شبابنا فى أوحال الرذيلة، وتبعد الفن عن رسالته الحقيقة الإصلاحية.

فدور الفن فى غاية الخطورة والأهمية، لأنه يشكل وجدان الشعوب ومشاعرها، ويؤثر بوضوح فى تكوين ميولها وأذواقها واتجاهاتها النفسية، بأدواته المتنوعة والمؤثرة، ولعل الصحابة الأوائل فطنوا لهذا الدور، لذا نجد أن نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» استقبله أبناء المدينة بأنشودة من بنات الأنصار، ترحيباً بمقدم الرسول، وهى «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»، كما سمح رسولنا الكريم للسيدة عائشة برؤية فرقة من الأحباش تقيم حفلة فنية، ولم ينكر عليها ذلك، كما كان يحث الأمة على أن يحيوا أفراحهم بالدفوف، كل هذه دلائل على اهتمام الإسلام بالفن، وعدم تحريمه بل حلاله حلال وحرامه حرام.

ولابد أن نؤكد أن هناك تجارب فنية جادة قيمية تراعى ربها وضميرها فيما تقدمه للمشاهدين، لكن قليلاً ما هم، ولذا نأمل أن تزداد هذه الأعمال، وعلينا أن نعترف أن هناك بعض الفضائيات الإسلامية، نجحت ببراعة فى تقديم الفن الجاد المعزز لقيم المجتمع، ومن هنا أدعو الجميع من كتُاب وفنانين ونقاد أن يشاركوا فى نهضة فنية ترفع الذوق العام وتترفع عن لغة الجسد والإثارة فى فننا، ويعالجوا قضايانا بخلفية أخلاقية بعيدة كل البعد عن الفن الفاسد الذى آذى مشاعرنا وقيمنا، وحتى نستشعر أن الثورة أثرت بالفعل فى المجال الفنى، كما أثرت فى مناحى الحياة.