اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 10:46 ص

أخى.. أكرهك فى الوطن

الثلاثاء، 31 يناير 2012 07:58 ص

وسط الخلاف بين بعض الثوار والإخوان يوم الجمعة الأخيرة، شاب فى التحرير سأل آخر: أنت من الإخوان المسلمين..؟.. قال له: أيوه. - قال له: انتم خونة بعتوا دم الشهداء، قال له: أنا أخو الشهيد مصطفى الصاوى اللى اتقتل بـ25 رصاصة على كوبرى قصر النيل يوم جمعة الغضب.

بعد يومين من تلك الواقعة أمام ماسبيرو كان المتظاهرون يهتفون «خاين خاين... الجيش المصرى خاين»، وبكى أحد الجنود الذين كانوا يقفون لحراسة المبنى، ولسان حاله يقول «كيف أكون خائنا وأنا مواطن يؤدى ضريبة الدم، ويحرس ممتلكاتكم التى تطالبون بتطهيرها؟». ومع ذالك واصل المتظاهرون رفع الأحذية وهتفوا «ارفع جزمة فى وشهم إحنا قرفنا منهم».

عندما يتعرض جندى فى مهمة حماية مبنى للسب والإشارات البذيئة، ويكتفى بالبكاء، علينا أن نكتشف كيف يتم شق الوطن وإهانة مواطن يقوم بدوره وليس له علاقة بالسياسة.. وما علاقة السب بالدعوة لتطهير الإعلام، أو المؤسسات؟. وحتى حصار ماسبيرو نفسه مختلف عليه، ويراه البعض قضية فرعية بالنسبة لتعجيل انتخابات الرئاسة والدستور. ومع هذا لا يجوز لمن يصرون عليه أن يدخلوا فى استفزاز يؤدى لمصادمات غير مطلوبة.

يبرر البعض الشتائم بأنها فى مواجهة قتل المتظاهرين، وهو نوع من المزايدة بالشهداء. ثم إن تجاوز الهتافات من السياسة إلى السب يحول المظاهرة إلى مشتمة تغطى على الهدف منها. وقد انتشرت فيديوهات عن متظاهرين يسبون جنود الشرطة العسكرية أمام ماسبيرو، الشتائم بدت كأنها الأصل فى المظاهرة، وهو ما لفت نظر مجموعة «كلنا خالد سعيد»، وكتب محررها «للأسف السلوكيات المرفوضة بتخلى الناس تكره المتظاهرين وترفض المطالب المشروعة اللى إحنا بنطالب بيها.. وبتخللى اللى بيرفض مطالبنا يحطنا كلنا فى سلة واحدة ويقول: «هم دول الثوار».

الشتائم تجاوزت المجلس العسكرى، إلى الإخوان وتم اتهامهم بالخيانة. وأصبحت فكرة التخوين سهلة ويتم إطلاقها ببساطة، وهى تهمة لا تختلف كثيرا على التكفير الدينى. وهو ما علق عليه مواطن «لم يستطيعوا الصبر على اختلاف شركاء الثورة معهم فى الرأى وراحوا يخونونهم، حتى لو أخذ الإخوان طريقا إصلاحيا وليس ثوريا هل يكون ذلك مبررا لتخوينهم»؟. ثم يختم: لقد كنت مترددا فى انتخاب الإخوان أو الثوار، والآن ارتاح ضميرى لأنى انتخبت الأصلح.. الإخوان.

وكما قلنا فإن تلك التصرفات الصبيانية تتم بسلوكيات فردية، وتظلم الأغلبية التى تسعى لتحقيق أهداف الثورة. وتغطى على عظمة ونجاح الأيام الماضية وكأن البعض يصعب عليه أن تستمر الثورة سلمية.

الثورة أهم ما فيها سلميتها ووحدة المواطنين، وبعض الحمقى من مدعى الخبرة فى الثورات يصفون سلمية الثورة بالعبط، وهم لا يعرفون أكثر من «البغبغة»، التى تقسم الوطن، وتدفع إلى أن يكره الإخوة بعضهم، كراهية فى الوطن.