اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 09:55 ص

البحث عن أعداء

الإثنين، 30 يناير 2012 07:48 ص

عدة معارك فى أكثر من جبهة، تخوضها الثورة من أجل أهدافها، كانت فى مواجهة العسكر فقط، أصبحت فى مواجهة العسكر والإخوان، ولم نستطع حل لغز الفرق بين القدرة على جمع مئات الآلاف من المتظاهرين والقدرة على خوض الانتخابات، وأن تكون الثورة فى الحكم.

الميدان يحتاج للبرلمان حتى يغير من قوانين وقواعد اللعب التى تجعل الانتخابات للأقوى، لكن ما يجرى هو أن المشاهد تتكرر دون أن يكون هناك عائد جديد غير الدوران فى المكان.. ونرى الاستقطاب يتجه من المواجهة مع المجلس العسكرى، إلى مواجهة ضد الإخوان والمجلس العسكرى معا، بينما الرأى العام منقسم هو الآخر.

لقد فاز الإخوان فى انتخابات توافر فيها تكافؤ الفرص بدرجة كبيرة، لكن المعركة اتجهت بسرعة نحو الإخوان، ووصلت إلى أن يعتبرهم البعض أعداءً، وهو خطر يدفع لمزيد من الانقسام.

الإخوان يخسرون بين الثوار، ويربحون من ظهورهم فى صورة المعتدى عليه فى الميدان وكأنه اصطناع لفتنة وتنفيذ لمخطط، والمجلس العسكرى يكسب من الظهور فى صورة المستجيب لنقل السلطة، بينما تبدو بعض ردود الأفعال فى صورة المعاندة والرفض.

ولا تخلو المطالب من تناقض، البعض يطالب بتسليم السلطة من العسكرى لمجلس الشعب بما فيها الرئاسة، ومن هؤلاء من يهاجمون الإخوان ويتهمونهم بالتواطؤ مع العسكر، والأهم أنه لا تظهر أى قيادة تستطيع جمع التأييد لأى اقتراح، ويختفى العقل ويحل الصوت الأعلى والحماسة التى قد تخفى عجزا عن اكتشاف الحلول.

لقد تم نقل الاعتصام من التحرير إلى ماسبيرو، والدعوة لتطهير الإعلام، وهو نقل للمعركة لم يكن مخططا، ويأتى بالارتجال، وتظل التساؤلات: هل تندفع الأحداث للعنف، ويتزامن هذا مع أصوات تقلل من قيم السلمية، ولاترى أن الفائز فى معركة العنف ليس هو الثورة؟ لكن الأكثر امتلاكا للسلاح والمال والتنظيم، كما أن باب العنف إذا انفتح من الصعب ضمان السيطرة عليه، فى المقابل فإن الثورة تقود بسلميتها.. ودعاوى العنف تأتى من أقلية على الإنترنت تعلن رفض السلمية، وهؤلاء غالبا إما ضد الثورة أو مجرد مزايدين لايملكون الشجاعة ويكتفون بالدعوة لعنف لايدركون أبعاده.

الثورة اتجاه واحد وقلب واحد، لكنها ليست عقلا واحدا، تقود لكنها لاتسود. والسبب العجز عن معرفة الخيط الفاصل بين القدرة على الحشد فى التظاهر والعجز عن الحشد فى الانتخابات أو رفض الانتخابات، بينما هى الطريقة الوحيدة للاختيار، وكان تزييف الانتخابات أحد أسباب الثورة.

وما يحدث أنه يتم تجاهل قطاعات من الرأى العام والسخرية منهم، ومحاولة لتقسيم التيارات على الهوية، ووضع البرلمان فى جهة والميدان فى مواجهته، بينما الطبيعى أن يكون الاثنان معا، من أجل الإسراع لإنهاء الفترة الانتقالية، ونقل السلطة إلى مؤسسات منتخبة، بدلا من التشتت فى معارك تبحث عن عدو وتصنع أعداءً وتخسر الرأى العام.