اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 05:25 ص

25 يناير 2011

الجمعة، 27 يناير 2012 07:59 ص

ليس كسلا أو نوعا من التعب هو الذى يدفعنى لأن أعيد عليك ما نشر فى هذا المكان صباح 26 يناير 2011، ولكنها الأجواء وشكل الميادين، ورح التحرير التى عادت لنكتشف معها أن نسخ الأيام بالكربون واقع قد يحدث على الأرض وليس فى الأحلام والأفلام فقط، كل شىء بالأمس كان قريب الشبه بـ25 يناير 2011 باستثاء بعض المناوشات وبعض القلوب التى أصابتها مشاعر عكرة، ولكن يبقى الأهم أن الشعب المصرى قال كلمته، ورد على كل من روج لأنه لا يخرج إلا مرة واحدة قائلا: (إحنا الشعب الخط الأحمر)، وأنتم تعرفون ما الذى يحدث لمن يتجاوز الخطوط الحمراء أو يتعداها.

بالأمس كانت الرغبة فى استكمال المسيرة واضحة، وكانت الرسائل تخرج من الميدان إلى كل مكان، سواء البرلمان أو المجلس العسكرى أو مكتب الإرشاد أو الرئيس القادم، أو العالم كله، رسائل ملخصها يقول لا تراجع عن العيش فى هذا الوطن بحرية وديمقراطية، وهى نفس الرسالة التى خرج الشعب ليلقى بها فى وجه مبارك فى مثل هذا اليوم من العام الماضى، ووقتها قالت السطور التى كانت هنا فى نفس المكان: (كان المشهد فى ميدان التحرير أسطوريا، وكأنه من صناعة كاميرات السينما أو من ترتيب مخرج هوليودى محترف، لا تكذب فلا أنا ولا أنت ولا حتى الدولة تخيلت ولو للحظة أن مصر قادرة على أن تنزل إلى الشارع، لم يكن أحد يتخيل أن الميدان الذى اعتادت وسائل إعلام الدولة أن تسخر من مظاهراته الصغيرة تحول إلى ساحة كبيرة للحرية تمتلئ بحوالى 50 ألف مصرى جمعتهم رغبة التغيير، وحدد لهم الغضب موعد النزول للشارع وليس الفيس بوك أو رسائل المحمول كما تخيل البعض.

فى وسط البلد تجلت عظمة هذا الوطن وعبقرية هذا الشعب الذى كلما ضغطوا عليه واتهموه بالسلبية والضعف فاجأهم بما هو عكس ذلك.. الرسالة وصلت، كن متأكدا من ذلك يا عزيزى.. كن متأكدا من أن النظام استلمها وقرأها بعناية بل يعيد قراءة سطورها من جديد حتى لا يفوته معنى ولا حرف، رسالة ما حدث فى 25 يناير وصلت وأربكت النظام وأوجعته بدليل كل تلك المحاولات الخائبة لقطع شبكات الاتصال وتكميم برامج التوك شو وحجب فيس بوك وتويتر.

قد تكون ساعات 25 يناير الأربع والعشرون قد انتهت ولم يركب أحد طائرة الهروب ولم تشتعل الثورة، وقد تكون محاولات التجمع الثانى فى يوم 26 يناير خائبة وليست على نفس القدر من عظمة ما حدث بالأمس، ولكن سيبقى ما حدث رسالة إن لم يفهمها النظام فقد فهمها الناس حينما أدركوا أن قوتهم تكمن فى نفوسهم وليس فى الأحزاب الورقية أو الحركات الاحتجاجية التى تموت قبل أن تولد، مصر التى نريدها يا سادة كانت موجودة بالأمس فى ميدان التحرير ومحطة الرمل، لم تخش همجية رجال الأمن، ولا الصمت الجبان الذى أصاب رجال النظام، مصر التى نريدها تجلت فى 25 يناير، ومن تجلى فى يوم قادر على أن يتجلى بنور أسطع وأقوى مرة أخرى ليصيب كل ظالم بالعمى الكلى).