اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 08:35 ص

9/9

الخميس، 08 سبتمبر 2011 08:13 ص

من يعتقد أن ثوار مصر سيهدأون ويتآمرون على ثورتهم ويتركونها كرة ليتلقفها السياسيون المدجنون المتخاذلون، فهو واهم بلا شك، ويحتاج إلى نظارة طبية من نوع «قعر الكوباية» لكى يرى ويتعلم ويعقل.. ومن يتخيل أن كل حملات تشويه الثورة ستأتى بثمارها، وتجعل أشرف أبناء مصر يتركون حبيبتهم الأعلى فى أيدى بعض المرتزقة الخائنين الخوانين، فهم بلا شك يحتاجون إلى مصحة أمراض نفسية للكشف عن قواهم العقلية والذهنية، فشباب مصر فى كل المليونيات يثبتون أن للثورة حراسا متفانين، يختفون فى أوقات حصد الغنائم والتكالب على السلطة والثروة والمكاسب، ويظهرون فى الأوقات الحالكة التى تنادى فيها مصر عليهم فيلبوا النداء مخلصين.

انظر معى ماذا كتب الشاعر الشاب الموهوب محمد السيد فى قصيدته «الدستور» قبل يوم 9/9 لتعرف أن للثورة أهدافا لابد أن تحققها، قال الشاعر: «الشعب يريد أبسط حاجة/ حرية وعدل ومساواة/ الشعب ماهوش ناس محتاجة/ نزلت وبتشحت لله»، وما عبر عنه «السيد» يشعر به معظم المصريين عدا بعض المرتزقة من أبناء مبارك الذين لا يشعرون بشىء إلا الشوق لأحضان المخلوع، والرجوع إلى أيام زمان بين يدى ماما سوزان.

«أنا ثورت عشان كنت بعانى/ من فقر وأحوال مقلوبة/ أنا شامم غاز لما عمانى/ لكن مش لاقى الأنبوبة».. هذا ما قاله «السيد» فهل تجد أنت الأنبوبة؟ هل يزعجك ما تراه يوميا من انفلات أمنى وتلال قمامة وجنون فى الأسعار وتواطؤ فى استرجاع أموال مصر من الخارج وتخبط فى الإرادة السياسية؟ هل يؤلمك ما تتعرض له مصر من مؤامرات داخلية يديرها الفاسدون فى الداخل والخارج لإسكات صوت والحق وإعلاء صوت الباطل؟ هل يرعبك المصير الأسود الذى تبشر به الأحداث الجارية؟ هل شعرت بالإهانة والمذلة حينما تم ضرب أهالى الشهداء وسحلوا أمام أعين كاميرات وكالات الأنباء؟ هل تلمح صدقا «ما» فى كلمات محمد السيد، وهو يقول: «دستور يا بتوع الدستور/ سلامات يا بتوع الصناديق/ بسمعكم من ست شهور/ وكلامكم مايبلش ريق... الشعب ده ناس كسرت طوقها/ نزلت بتطالب بحقوقها/ ولا نخبة ولا دقون هتسوقها/ ما تخلو الطابق مستور/ دستور يا بتوع الدستور»؟

لك هذه الأسئلة، ولك أيضا الإجابات، ولك أن تعرف أن هناك بعض الأشخاص والهيئات مازالت تعتبر نفسها خارج القانون والمحاسبة ولا تصد خطرا أو ترد على سؤال، ولك أن تعرف أن أموال مصر المنهوبة مازالت منهوبة، ومازالت تعمر بنوك أوروبا، وتخرب بيوت مصر، ومازال تواطؤ السفارات وتكاسل الإرادات يبدد الأمل فى استرجاع هذه الأموال، ولك أن تعرف أن آلافا من «الشباب الطاهر» يقيمون خلف الأسوار فى السجن الحربى بأحكام عسكرية قد تطولك فى أقرب وقت لأتفه الأسباب، ولن تجد وقتها من يدافع عنك، ولك أن تعرف أن قانون مجلسى الشعب والشورى بشكله الحالى يرجع مصر إلى الوراء عقودا وعقودا، ولك أيضا أن تعرف أن شباب مصر يدعونك إلى المشاركة معهم يوم الجمعة القادم فى «مليونية تصحيح المسار» من أجل كل هذه المطالب.. فما قولك فيما وجه إليك؟