اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 07:43 م

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": فاتورة مليارات الببلاوى

الخميس، 22 سبتمبر 2011 08:23 ص

قد تتذكر أنت مقالات متعددة للدكتور حازم الببلاوى، أو حوارات صحفية وتليفزيونية لهذا المفكر الكبير، ينتقد فيها سياسات القروض الخارجية التى اتبعها النظام السابق، قبل أن يصبح الببلاوى نفسه وزيرا للمالية، وقبل أن يعلن الببلاوى نفسه، وبحكم منصبه الجديد، عن نية الحكومة الحصول على قروض بقيمة 5 مليارات دولار من السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وقد تتذكر أنت أيضا أن المفكر الاقتصادى الدكتور سمير رضوان الذى تولى وزارة المالية بعد الثورة كان قد أعلن عن حصول مصر على قروض مماثلة من صندوق النقد الدولى، خلال زيارة له إلى واشنطن قبل التعديل الوزارى الذى أجراه الدكتور عصام شرف على الوزارة.

القروض الأجنبية صارت طقسا حكوميا بعد الثورة، وكأنها البديل الأسهل لحكومة تسيير الأعمال، أو كأنه لا يوجد بديل سوى ذلك لإنقاذ البلاد من عثرتها، والألطف أن الإعلان عن هذه القروض يتم فى غاية البساطة دون أن يطرف جفن لوزير المالية أو لرئيس الوزراء أو لأى من أعضاء الحكومة.

لاحظ أنت أن هذه القروض ستنفقها حكومة شرف على حل المشكلات الحالية، بينما ستغرق فى سدادها حكومة أخرى قد تتولى المسؤولية بعد انتخابات مجلس الشعب، أو ربما يدفع ثمنها جيل آخر يتحمل أعباء مالية وسياسية لا ناقة له فيها ولا جمل.

لا يجوز أن نتعامل مع القروض الأجنبية باعتبارها أمرا طبيعيا، أو إجراء روتينيا، أو قدرا لا مفر منه، ولا يجوز لحكومة شرف أن تستثمر فرصة اللا رقابة، واللا برلمان، واللا دولة، واللا استقرار، وتفتح الباب على مصراعيه لهذه الأموال دون أن تقدم حلا داخليا، أو رؤية نعبر بها المرحلة الانتقالية، ولا ندفع فاتورتها لاحقا.

الحكومة يجب أن تبحث عن حلول أخرى، وهذه القروض يجب أن تخضع للرقابة.
والله أعلم.