اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 04:57 ص

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. جبهتنا الخارجية.. فى خطر..!

بقلم محمد فودة الإثنين، 29 أغسطس 2011 03:51 م

كنت من أشد المتخوفين من استمرار التظاهرات التى تحولت بشكل أو بآخر إلى تشتيت للجبهة المصرية، وقلت مرارا إننى أحذر من أن ينتقل هذا التشتت إلى حدودنا المصرية، فالأمر خطير، والشهور الثمانية الماضية التى لانزال نعيش فى أجوائها، كانت كفيلة بأن تبدد هذا الغموض الذى يضم فى جعبته مزيجا من الاحتجاج والفوضى.. تلك التى أشارت إلى خطر قادم وكان من عواقبه ما حدث فى سيناء منذ عشرين يوما، حيث أكدت مجموعة من الإسلاميين أن هذه إمارة سيناء الإسلامية، وهى بداية نواة الدولة الإسلامية، ثم فوجئنا بعدها بكم من الشغب طال مجموعة من القبائل السيناوية، ويومها حذرت أيضا من الخطر على جبهتنا المصرية.. حدودنا فى خطر، خاصة مع الشمال الشرقى مع الحدود الإسرائيلية التى لم تبق لمجرد صراع مصرى إسرائيلى بل الأمر اختلف مع وجود صراعات بين حماس وفتح من جهة وبين الكيان الصهيونى من جهة أخرى.. ولكل منهم طريقته الخاصة فى التعامل مع القضية، والأزمة لم تعد أحادية إذن والمخاوف من صراع الكيان الصهيونى واردة فى كل وقت.. وبدون مقدمات ما جعل المحاور المصرى يتحلى بالحكمة فى مشاوراته، أو لنقل مناوراته، مع الكيان العبرى، وليس جديدا هذه الأساليب التى صرنا واثقين فيها، ولكن ما حدث فى الأيام الأخيرة من تطورات يدعونا إلى التقاط الأنفاس والتخطيط بدقة، أولا نحن نحافظ على اتفاقية كامب ديفيد وليس من المصلحة إلغاء هذه الاتفاقية التاريخية التى يسعى كثيرون من غير الجادين لإنهائها وإلغائها.. نحن نريد أن نؤكدها وندعمها.. ثم إنه ليس من الدبلوماسية أن تكون مصر ناقضة لميثاق الشرف المتعلق بالمعاهدة التى أبرمت منذ عام 1979 - وخلال هذه السنوات لابد أن نعترف أن مصر عاشت فى سنوات سلام وأمن وكانت بالفعل حرب أكتوبر هى آخر الحروب، ولم تحدث أزمات أو مشاكل إلا القليل الذى لا يفسد العلاقات.. أما ما حدث فى الأيام الماضية فكان تصعيدا كبيرا شتت الموقف، ولسنا نستخف بالحدث ولكنى كنت على يقين من هذه المخاوف. والآن علينا أن نكون أكثر التزاما بالنسبة لجبهتنا الداخلية، وما أحوجنا فى هذا الوقت بالتحديد إلى تكاتف الجيش والشعب، ونبذ أى متاهات يحاول البعض إشعالها، وكنت أيضا قد تحدثت كثيرا عن عدم المسؤولية فى تفتيت العلاقة بين الجيش والشعب وقلت إنها صمام الأمان وإنه لا بديل عن تقوية هذه العلاقة. إن القضية خطيرة لأن تفريق الجماعات الوطنية والنشطاء جعل لكل فئة رأيا يخالف الآخر ولا يلتقى عند هامش.. وبهذا يحدث الشقاق.. نحن اليوم نخاف على جبهتنا الخارجية سواء من الشمال أو من الشرق أو من الغرب أو من الجنوب، فحدودنا جميعها تحتاج إلى تأمين، وخاصة أن ليبيا تعج بالتظاهرات التى تقترب من مستوى الثورات وعلينا لم الشمل وليس التفريق.