اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 11:15 ص

الإخوان تكسب

السبت، 27 أغسطس 2011 10:17 م

رغم انتمائى للتيار الليبرالى، إلا أننى إحقاقا للحق أشهد أن الإخوان استطاعت أن تكسب التيارين السلفى والليبرالى واليسارى معا، حيث استفادت الإخوان فى تجربتها الثرية فى العمل السياسى من الظروف منذ بدايتها حتى ثورة 25 يناير المجيدة، سواء فى السر، وهذه هى الفترات الأغلب أو العلن فى فترات قصيرة وطوال هذه الفترة ترتكب الإخوان بعض الأخطاء، وترتكب ضدها أخطاء كثيرة أعطتها المناعة والكثير من الخبرة والدهاء السياسى فاق الكثير من التيارات الموجودة على الساحة الآن، فهذا أعطاها الانتشار والتوسع بعد الثورة أكثر من أى تيار آخر ليبرالى أو يسارى أو سلفى، لأن البنية الأساسية للإخوان كانت موجودة قبل الثورة وبدأ التوسع والتحالفات وجنى الأرباح كما يسمونها فى البورصة بعد قيام الثورة، عكس التيارات الأخرى، التى مازالت تحبو فى عملية البناء وتتناحر فى كيانات صغيرة لا تعبر عن تواجد وقوى حقيقية وفى نفس الوقت القيادات تبحث لها عن دور وترفض الاندماج فى كيان واحد قوى هذا فى التيار الليبرالى واليسارى، أما السلفى فلا يرى كل فصيل إلا نفسه على حق والباقى كله باطل، وليس مجرد اختلاف فى الرأى السياسى فهذا التيار يمر بمرحلة "الخضة" من التواجد الشرعى والشفاف، فهو لم يستوعب حجم الحرية التى أتيحت له بعد الثورة، فخرج بثورة ضد الثورة فى التحرير وتم استيعابها، فكانت الإخوان وطبيعة تمويلها دائما تحت المجهر والمساءلة ومازال تمويل الجناح الليبرالى واليسارى والسلفى لم تخضع للبحث والتمحيص من جانب القوى الوطنية وعلاقة رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى بهذه الكيانات وحجم تأثيرها على صناعة القرار فيها.
إننى أرى أن الإخوان متقدمون بخطوات على التيارات الأخرى فى الساحة أيضا لإجادتهم التحالفات مع التيارات الأخرى، حتى التى لا تتفق معها فى الأيدلوجيات مثل تحالفها مع الوفد عميد الليبرالية المصرية مع أن الأحزاب الليبرالية أو حتى اليسارية لم تستطع التوحد والظهور فى كيان واحد قوى، هذا فضلاً عن استخدامها وخلطها للدين بالسياسة، وإجادة الإخوان للعبة كسب مقاعد البرلمان بكل الطرق، ولهذا كله سواء اتفقنا أم اختلفنا معهم لابد أن نعترف أنهم الرابح الأكبر بعد الثورة.