اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 04:54 ص

المخابرات العامة وفتنة «التحرير»

الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 02:56 م

تعتبر «الثورات» لحظات فارقة فى حياة الشعوب لما تطرحه من شعارات وأمثال واعدة فى التغيير نحو الأحسن وتلبية طموحات الجماهير وتطلعاتها، إلا أن تلك اللحظات تشهد عادة جوانب مؤسفة تنجم عن محاولة البعض المتاجرة بتضحيات الشعوب وتدمير مقدرات الأمم، خاصة عبر أسلوب دس الشائعات وإهالة التراب ضد مؤسسات وقمم راسخة، مستغلين حالة الغموض والتوتر التى تشهدها المجتمعات فى مثل تلك الظروف.

وهذا ما نراه حاليا فى مصر من حملات مشبوهة متواصلة لتشويه دور مؤسساتنا الوطنية التى تعتبر من المكتسبات القومية، وتم بناؤها بجهد وتضحيات رجالها من أبناء هذا الشعب فى تجرد وإخلاص ووفاء لوطننا مصر أولا وأخيرا بعيدا عن الولاء لأشخاص أيا كانوا.
أثار أسفى البالغ أن تمتد حملات التشويه الظالمة إلى مؤسسة رائدة عريقة هى المخابرات العامة التى حافظت على انضباطها الوطنى طوال السنوات الماضية رغم قسوة التحديات التى تمر بمصر ونعلمها جيدا.

هذا الانضباط ارتبط ومازال بطبيعة المهام الخطيرة التى تتحملها المخابرات العامة، والتى ترتكز ببساطة على جمع وتحليل المعلومات وعرضها على أجهزة صنع القرار، فالمخابرات ليست أداة تنفيذية، وإنما هى دائما جهة استشارية توفر المعلومات، وأجهزة المخابرات – لمن لا يعلم - هى فى الأساس أجهزة معلومات، شأنها شأن الجامعات ومراكز البحوث، وعندما تخرج أجهزة المخابرات عن هذا الإطار المهنى الأساسى نجدها تنحل وتتفكك وتسقط عند أول اختبار.

وهذا هو عكس الواقع بالنسبة للمخابرات المصرية التى نرى ونسمع يوميا عن بعض إنجازاتها فى حماية أمننا القومى المستهدف من القريب والبعيد، عبر إحباطها محاولات التجسس وإحالة أعضاء تلك الشبكات للقضاء المختص. وبذلك لا يستقيم أبدا أن يتهم البعض فى سذاجة رجال المخابرات العامة بالسعى لفض اعتصامات أبنائنا الشباب فى ميدان التحرير بالتخطيط والإعداد، بل المشاركة أيضا، فالمخابرات العامة ليست كقوات الأمن المركزى أو مباحث أمن الدولة أو البوليس السياسى، ولقد خاضت المخابرات المصرية معركة صعبة قبل حرب أكتوبر عندما اخترقت باقتدار جدار الأمن الإسرائيلى، وكان هدفها الرئيسى هو جمع المعلومات عن العدو، وهو ما نجحت فى تحقيقه وساهم لاحقا فى النصر العظيم الذى حققته قواتنا المسلحة.

ومن هنا فعلى شعبنا الواعى أن يعلم أن لكل ثورة ضحايا وأخطاء، ولطالما نجح المصريون باقتدار فى التعلم من أخطائهم وأخطاء الآخرين، وهذا هو واجبهم اليوم فى التصدى بحسم لحملات التشويه التى تستهدف «أصول» الوطن وأسسه حتى لا تصبح مصر أمة بلا تاريخ وبلا حاضر.. أمة بلا بوصلة تكشف آفاق المستقبل.. اللهم احفظ وطننا مصر من شر ما يراد به.