اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 01:47 م

«العوا» يغرد خارج السرب

السبت، 30 يوليو 2011 08:18 ص

انفرد الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، من بين الجميع بوضع عنوان وهدف لجمعة الأمس لم يذكره غيره، وهو: «رفض المبادئ فوق الدستورية، والتأكيد على شكل ومعايير انتخاب لجنة لتشكيل الدستور الجديد»، وقال الدكتور العوا فى ندوة نظمتها جمعية النهضة النوبية بالإسكندرية كلاما آخر حول تأكيده على أن المظاهرات ستنطلق من ميادين الجمهورية لتؤكد على أهمية دور القوات المسلحة فى الحفاظ على مكتسبات الثورة.

المثير فى كلام العوا أنه يحدد هدفا للمظاهرات لم تتحدث عنه القوى السياسية التى بذلت الجهد من أجل الخروج بيوم الجمعة موحدا، وحددت هدفا جامعا هو «جمعة الإرادة الشعبية ووحدة الصف»، وابتعدت فى ذلك عما يفرق، وركزت على الأهداف الجامعة للكل، وهى وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، وإعادة محاكمة من تمت إدانتهم أمام المحاكم المدنية المختصة، والإسراع فى محاكمة قتلة الثوار، وإنهاء كل محاولات إهدار حق أسر الشهداء فى القصاص العادل والتعويض الملائم والتكريم اللائق بشهداء مصر، وتفريغ دوائر قضائية لضمان محاكمة عاجلة لرموز النظام السابق، وإنجاز كل الوسائل التى تحقق رفع مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

والواضح من هذه الأهداف التى جاءت بعد مفاوضات مكثفة بين كل القوى السياسية أنها ابتعدت عن كل القضايا الخلافية، فلا هى تحدثت عن تحديد الموقف من المبادئ فوق الدستورية التى يؤيدها البعض ويرفضها آخرون، ولا هى تحدثت عن تأييد المجلس العسكرى الذى ينتقد خطواته البعض ويؤيدها آخرون، وتأسيسا على ذلك فإن الدكتور العوا بدا أنه يغرد خارج السرب تماما، بالدرجة التى تخلق شقاقا حرص الكل على ألا يحدث.

ومع التقدير الكامل للدكتور العوا وحريته الكاملة فى اتخاذ المواقف التى يراها، كان من الأفضل له ألا يتحدث باسم مظاهرات التحرير، التى تجمع كل ألوان الطيف السياسى، وفيها من يوافقه ومن يعارضه، والمثير أن كلامه تزامن مع رأى للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى مؤتمر عقدته جمعية «معا من أجل الوطن» بمدينة قويسنا مساء الأربعاء الماضى، قال فيه: «أطالب الدكتور محمد سليم العوا بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية والحفاظ على مكانته كمفكر إسلامى، فخدمته فى المجال العلمى أفضل لمصر، وليس الترشح للرئاسة».