اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 10:38 م

جحا.. فى الميدان

الجمعة، 29 يوليو 2011 06:44 م

فجأة.. قرر زعيم الفكاهة الشعبية "جحا" أن يكون مناضلا سياسيا وثوريا، فأخذ يبحث عن أسرع وسيلة ليكون ذلك الثورجى الذى تتهافت عليه القنوات الفضائية، والصحافة ومختلف وسائل الإعلام.

أيقظ جحا زوجته من نومها العميق، ليفاجأ بوابل من السباب ينطلق من فوهة فمها، عن السبب الذى دعاه إلى أن يتجرأ ويزعجها ويحاول إيقاظها من نومها، وبلهجة حادة قالت له: جحا.. لو جعان.. الأكل موجود فى المطبخ.. حضره لنفسك، واطفح بعيد عنى".

على غير عادته، انفعل جحا على زوجته قائلا: "يا ست يا مجنونة، أنا عايز أكون زعيم"، أنت مش شايفه اللى بيحصل فى البلد، الكل بقى زعيم، وثورجى، والنهاردة الجمعة، وعرفت إن فى جمعة اسمها "لم الشمل" عايز يكون لى دور فيها، والناس تعرفنى، وابقى زعيم".

أسقط فى يد زوجة جحا، بما أفصح به عن مكنون أفكاره وأحلامه، وغالبت النوم، وبحركة لا إرادية، فركت عينيها وقالت فى صوت مغموس بالنعاس: "اتخمد يا جحا عشان تقوم تلحق صلاة الجمعة، بدل ما تضيع عليك زى كل أسبوع".

عبثا حاول جحا أن يستنطق زوجته بنصحه، لكنها أهملته، كعادتها، فقرر أن يلجأ إلى صديقه الصدوق، حماره الشهير، ليهرول إليه فى حظيرته، ويوقظه من نومه، كما فعل مع زوجته.

"خير يا جحا.. إيه اللى مصحيك بدرى كده"، هكذا بدأ الحمار حديثه إلى صديقه، فروى جحا إلى حماره ما يدور بخلده، وبعد تفكير عميق، قال الحمار: "عليك بميدان التحرير"، هناك علية القوم ومفكريهم ومثقفيهم، عايزين البلد تبقى دولة متحضرة والعدل يسود فيها، والحق يرجع لأصحابه".

لم يستوعب جحا، كعادته، ما قاله الحمار، وقال: "يعنى أعمل إيه؟"، قال الحمار: روح الميدان، واعمل نفسك ثورجى"، رد جحا: ولكن الميدان فيه بيطالبوا بدولة مدنية، وفيه عايزين إسلامية، هو إيه الفرق بينهما؟".

تعجب الحمار من غباء جحا، ونصحه بأن يذهب للميدان وهناك ربنا هيسهل، وقال: هناك شوف الإعلام متجمع على مين وابقى زيهم".

لم ينم جحا ليلته، وظل مستيقظا إلى أن حان وقت صلاة الجمعة، فدخل المسجد ليؤدى الفريضة، وبعد انتهاء الصلاة، وجد نفسه مدفوعا فى مسيرة تطالب بدولة إسلامية، لا يعرف هو معناها، وظل يهتف معهم.

ولأن جحا يتميز بالصوت الجهورى والقوى، فقاد المسيرة إلى الميدان، والتفت حوله كل وسائل الإعلام، وتحقق حلمه بأن يكون زعيما!!