اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:53 ص

الفلاحون قادمون

الخميس، 28 يوليو 2011 03:55 م

تخيل لو استيقظت ذات يوم فوجدت الفلاحين المصريين مضربين عن العمل فى الحقول والبساتين؟ نحن نعرف إضراب العمال، واعتصامات الموظفين.. إلخ، ولكن إذا أضرب الفلاح تتوقف الأرض عن العطاء، والدنيا عن النماء، ولا نجد ما نأكله، علما أن عدد الفلاحين المصريين 25 مليون فلاح، طوال الشهر الجارى وحتى 25 يوليو شهدت مصر 22 وقفة احتجاجية فلاحية، بمعدل وقفة يوميا تقريبا، وإليكم أمثلة لذلك:

13 يوليو: تجمهر مئات الفلاحين من قرى المنيا أمام قسم بندر المنيا، احتجاجا على نقص الأسمدة الزراعية، والكيماوى فى معظم قرى المحافظة، ومماطلة المسؤولين بالجمعيات والبنوك فى تسليم الحصص المقررة للمزارعين.

18 يوليو: فلاحو قرى «25، 26، 27، 28، 29» التابعة لحيز شهاب الدين بمحافظة الدقهلية نطموا وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة الدقهلية، احتجاجا على عدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم المزروعة بالقطن والأرز منذ شهر مضى.

22 يوليو: بسبب انقطاع مياه الرى عن الأراضى الزراعية فى قرى شنرا، ودلهانس، والجمهور، وبنى وراكان بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف، هدد المزارعون فى وقفة احتجاجية أمام مصلحة الرى بمقاضاة وزير الرى احتجاجا على بوار 4 آلاف فدان بسبب عدم وصول مياه الرى إلى ترعة الحريقة بمركز الفشن ببنى سويف.

وهكذا فإن الفلاحين المصريين يعانون ويثورون لأول مرة منذ ثورة 1919 ولا حياة لمن تنادى، بالطبع لا أريد أن أقول: الفلاحون أولا، ولكننى لاحظت أن الصحف والمطبوعات والبرامج التليفزيونية والإذاعية لا ينال الفلاحون فيها مساحة اهتمام حتى ولو 1 % من المادة المنشورة أو المسموعة أو المرئية. يعانى الفلاحون المصريون من ارتفاع أسعار الأسمدة وتسربها للسوق السوداء، وذلك لأن وزارة الزراعة توزع 360 ألف طن من إنتاج المصانع الحكومية للقطاع الخاص، أى ما يقارب 40 % من إنتاج الأسمدة مما يعطى مجالا واسعا للسوق السوداء، وتؤكد الناشطة الفلاحية وعضو مجلس إدارة اتحاد الفلاحين (تحت التأسيس) شاهندة مقلد أن أزمة الأسمدة ضربت الأراضى الزراعية فى الموسم الصيفى فى مقتل، خاصة أن موسم التسميد للأراضى الزراعية ينتهى أول أغسطس القادم، وتقترح المناضلة شاهندة مقلد إنشاء مصنع جديد للأسمدة يغطى حاجة الفلاحين ويتم تمويله من خلال التعاونيات.

القضية الثانية التى تعتبر للفلاحين حياة أو موتا هى أزمة مياه الرى، وتلك أزمة دائمة بين وزارة الزراعة ووزارة الرى، ولكن فى أول تصريح له بعد حلف اليمين أكد الدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية والرى أن أول اهتماماته فى المرحلة القادمة هو تحقيق العدالة فى توزيع المياه بين المزارعين، أفلح إن صدق، وأى مرحلة قادمة يا سيادة الوزير وموسم الرى الصيفى ينتهى فى الأسبوع الأول من أغسطس، أى أن 50% من الأراضى الزراعية مهددة بالعطش والجفاف؟!

رغم ذلك فإن مشكلة الفلاحين لا تكمن فقط فى الأسمدة والرى، بل هناك مطالب أخرى يطرحها اتحاد الفلاحين (تحت التأسيس) مثل: حق الفلاحين فى تشكيل منظماتهم الديمقراطية المستقلة أسوة بما حدث للمنظمات العمالية، وتحرير وتطهير التعاونيات من الفساد، إعادة النظر فى التركيب المحصولى بما يرفع المعاناة عن الفلاحين، ويحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء. وينوى اتحاد الفلاحين (تحت التأسيس) أن يعقد جمعيته العمومية الرابعة فى عيد الفلاح 9 سبتمبر بميدان التحرير، وهكذا فالفلاحون قادمون.