اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 09:19 ص

ماذا يريد العيسوى؟

السبت، 02 يوليو 2011 10:19 م

آخر مرة سمعت منصور العيسوى وزير الداخلية يتكلم، ازداد يقينى بأن الرجل ليس المناسب على رأس هذه الوزارة المهمة التى تحتاج كثيراً من الحزم والوعى السياسى والقدرة على قراءة التطورات المحتملة للأحداث والتعامل معها، ونظلم الوزير الحالى إذا حاسبناه باعتباره القادر على حمل المسئولية، لكننا نظلم البلد إذا سكتنا عن هذا الفراغ الهائل حول كرسى المسئول الأول عن الجبهة الداخلية.

كان اللواء العيسوى يتكلم فى أحد البرامج التليفزيونية، وقال إنه لم يقدم استقالته إلى المجلس العسكرى أو رئاسة الوزراء، مؤكداً أن الشعب لو طالبه بالاستقالة لفعل على الفور، كما قال كلاماً كثيراً خلاصته أنه راضٍ تماماً عن أداء جهاز الشرطة، مبرراً ذلك بأن حالة الانفلات الأمنى بمصر محدودة قياساً لأوضاع البلاد الأخرى التى قامت بها ثورات مماثلة.

لاحظوا أن كلام العيسوى جاء مباشرة بعد المظاهرات التى خرجت فى القاهرة والمحافظات ولم تجمع على شىء سوى إقالته، بل وذهب بعض المتظاهرين إلى ضرورة محاكمته رداً على اعتداء بعض أفراد الشرطة على المحتجين، أى أننا إذا استندنا إلى منطقه فى التفكير واتخاذ القرار يكون واجباً عليه الاستقالة فوراً، إلا إذا كان يظن أن المظاهرات المتكررة التى هتفت بإسقاطه تستورد محتجين من الفلبين مثلاً.

ورغم أنى من الذين يرون أن إسقاط الحكومات أو تغيير الوزراء مكانه البرلمان فإذا لم يكن، كما هو الحال عندنا، فالتقارير المحايدة المرفوعة إلى المجلس العسكرى، إلا أنى أسأل أولى الأمر عن أساليب التقييم المتبعة مع الوزراء والمسئولين ومعايير الكفاءة الحاكمة لاستمرارهم من عدمه، خاصة فى حالة العيسوى، نجد أن الانفلات الأمنى ما زال ملحوظاً، وأنك لو بحثت عما تحقق من نجاح لأجهزة الشرطة لابد وأن تجد وراءه دعماً من تشكيلات الشرطة العسكرية وغيرها من عناصر القوات المسلحة.

لاحظوا أيضا حالة الرضا الكامل الذى يعلنها العيسوى عن أجهزة وزارته، هنا مربط الفرس وهنا أيضا مكمن الخطورة، وزير عاجز عن استيعاب الانفلات الأمنى وعاجز عن إقناع الشعب بالتعاون مع الشرطة لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وعاجز عن استيعاب مشاكل وأزمات وزارته وعاجز عن تغيير العقيدة الخاصة برجال الشرطة فى التعامل مع المواطنين، وعاجز عن حل مشكلة المتهمين بقتل المتظاهرين ممن يواصلون أداء أعمالهم وعاجز عن التحرك سياسياً لاستيعاب الأوضاع انطلاقاً من تصوره وقيادات الوزارة للمستقبل القريب، ورغم كل هذا القصور والنقص يعلن أنه راضٍ تماماً عن أداء وزارته.

هل الأمر يتعلق باستدعاء العيسوى للخدمة بعد سنوات طويلة من التقاعد، الأمر الذى أفقده القدرة على الإلمام بما يجرى فى قطاعات وزارته وأفقده المعرفة الضرورية بالقيادات والعناصر الجيدة داخل الوزارة؟ أم يتعلق الأمر بعدم امتلاكه القدرة على رسم السياسات والإصرار على تنفيذها؟ المرحلة المقبلة تحتاج وزير داخلية فى صلابة أحمد رشدى ودهاء فؤاد سراج الدين وسيطرة زكى بدر على رجاله، وعلى المجلس العسكرى والدكتور عصام شرف البحث عن الرجل المناسب قبل حدوث الكارثة.