اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 06:34 م

أحمد زويل الجديد

السبت، 04 يونيو 2011 08:19 م

«على الجميع أن يعمل.. فلم تعد مصر دولة زراعية». هكذا وجه الدكتور أحمد زويل نداءه إلى المصريين على هامش لقائه أمس الأول بالدكتور نبيل العربى وزير الخارجية لمناقشة «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا».

لم تأخذ زيارته الحالية إلى بلده مصر طابع «مولد سيدى زويل»، الذى كان يتم معه فى الماضى بلقاءات إعلامية، وندوات يتحدث فيها عن آخر مستجدات العلم، وفى كل مرة كان السؤال يتجدد: «أين بلده مصر مما يقول؟».

كان السؤال موجعا، وإجابته كانت معروفة، فمصر كانت محشورة بين نظام يفتقد إلى الخيال والحلم والإرادة»، وبسبب ذلك ضاع مشروع الرجل، الذى قدمه إلى الرئيس السابق حسنى مبارك فتأخرت مصر عن اللحاق بركب العلم سنوات، وتلك جريمة وحدها يستحق النظام السابق أن يحاكم عليها.

الآن.. يضع زويل مصر على أعتاب العلم بفضل ثورة 25 يناير كى نصدر التكنولوجيا، بدلا من الفول المدمس كما قال هو فى خلال عشر سنوات، وهذا حلم ليس بعيد المنال لو أطلعنا على تجارب الدول المماثلة لظروفنا، مثل ماليزيا والبرازيل وتركيا وغيرها، واستطاعت فى سنوات قليلة أن تغزو العالم، وحث ذلك بالحلم والإرادة تحرسهما ديمقراطية حقيقية هى الضمانة الحقيقية لأى تقدم.

يعود زويل الآن الى بلده مصر غير طامح فى منصب سياسى يزاحم فيه أحدا، وهو الأمر الذى ظنه النظام السابق برجاله الصغار، فعلينا أن نوسع له الطريق بالضرب بيد من حديد على البيروقراطية العفنة التى قد تعرقل مشروعه، وعلينا أن نحول هذا المشروع إلى زخم شعبى باحتضانه تمويلا وفكرة تعبر بمصر إلى المستقبل، هذا المستقبل الذى كنا على خصام معه طوال فترة حكم مبارك.

فى صور لقاءات زويل بالمسؤولين الذين التقى بهم فى الأيام الماضية، وفى مؤتمراته الصحفية، يبدو العالم الكبير مختلفا عما كان من قبل، فلا هو يتحدث عن مرارة الماضى، ولا يتحدث عن أنه قال وعاد، ونصح وأفاد، وإنما يتحدث عن المستقبل وأحلامه، وتلك بداية حقيقية تحمل سر النجاح، فأهلا بك أحمد زويل الجديد.