اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 06:13 م

سأتبرع لمدينة زويل

السبت، 11 يونيو 2011 09:22 م

منذ أشهر قليلة، جلست مع العالم الكبير أحمد زويل، كانت الجلسة حافلة بأصدقائى من شباب المبدعين، الكاتب والإعلامى اللامع أحمد المسلمانى، الكاتب محمد فتحى، والروائى أحمد العايدى والصحفى أحمد الدرينى، والكاتب أحمد مراد، والشاعر أيمن مسعود، والسيناريست محمد حافظ دياب، والمخرج عمرو سلامة، وغيرهم.

على مدى أكثر من ساعتين، استمع إلينا العالم الكبير الذى أدار اللقاء بحنكة وخبرة، كانت استراتيجيته فى الحوار تعتمد على توجيه أسئلة محددة إلينا، على أن نجيب عليها بالتحديد ذاته، وبرغم أن أجواء ترشحه للرئاسة كانت مهيمنة على الحاضرين، لكننا لم نشعر به كسياسى يريد استقطاب أفراد أو إملاء خطاب، كانت روح الباحث هى المسيطرة على أسئلته وملاحظاته ومداخلاته، ومن حين لآخر، كان يسجل جملة هنا أو كلمة هناك، ثم يعود ويستفسر ويعلق ثم يدون.

كنا مفعمين بنشوة الانتصار، ممتلئين بالقوة بعد الإطاحة بمبارك ومن معه، وكان هو راسخا فى أطروحاته، دبلوماسيا فى تصرفاته، سألنا ثلاثة أسئلة تتعلق برؤيتنا للمستقبل فيما بعد 25 يناير، الأول: ما هى مخاوفنا فى المرحلة القادمة؟ والثانى: ما هى الأولويات التى يجب أن يضعها المجتمع على أجندته؟ والثالث: ما هى نقاط القوة التى يجب الاعتماد عليها لنتغلب على المخاوف ونحقق الأولويات، انهالت إجاباتنا عليه، ووضع كل واحد منا نفسه مكان رئيس الجمهورية الذى يجب عليه أن "يشيل هم البلد" ويدرسه ويعمل على تطويره، كنا نجيب متحمسين متدفقين حذرين، وكان هو يدون ويدون ويدون، مستعيرا موهبته العملاقة فى البحث، ومرتديا ثوب العالم فى معمله متلفحا بابتسامة هادئة تملؤ وجهه البشوش.

بعد مقابلة زويل لم أعقد العزم على مساندته إذا ما ترشح للانتخابات الرئاسية، وظللت حائرا بينه والبرادعى وصباحى، لكنى فرحت بأننا نمتلك كادرا علميا كبيرا كزويل، من الممكن أن يسعى لتطوير مصر بالشكل المناسب، لكن يا فرحة ما تمت أخذتها لجنة إعداد التعديلات الدستورية وطارت، فقد قررت اللجنة أن تحرم المصريين المتزوجين من غير المصريات من الترشح للانتخابات الرئاسية وكذلك أن تحرم المصريين مزدوجى الجنسية من الحلم بهذا المنصب الرفيع، وهما الشرطان المتوافران فى زويل، وبرغم أنه قد أعلن استعداده للتنازل عن الجنسية الأمريكية إذا اشترطت التعديلات ذلك، لكن بقى شرط عدم الزواج من مصرية حائلا بينه وهذا الحلم المشروع.

غاب زويل قليلا عن المشهد بعد إقرار التعديلات الدستورية، لكنه عاد إلينا من جديد ليثبت أن وطنيته ليست محل اختبار، وليبدأ فى تنفيذ حلمه المؤجل فى إنشاء مدينة للعلوم فى مصر، لتصبح بلدنا قادرة على تصدير التكنولوجيا خلال عشر سنوات، فاتحا باب التبرع لتلك المدينة الحلم، حد جاى يتبرع معايا؟