اغلق القائمة

الخميس 2024-05-23

القاهره 06:53 م

إخناتون

تدمير لوحة من "لوحات الحدود" لإخناتون بالديناميت

كتب وائل السمرى ودينا عبد العليم
الأربعاء، 01 يونيو 2011 11:26 ص

نقلا عن العدد اليومى
شهدت منطقة جبل الحوطا الأثرية بمدينة ديروط، التابعة لمنطقة آثار مصر الوسطى كارثة أثرية كبيرة، حيث تم تدمير لوحة فرعونية من "لوحات الحدود" الأربعة عشر التى أنشأها الملك الفرعونى الأشهر أمنحتب الرابع "إخناتون" تحديداً لمدينته الجديدة "آخت آتون"، حيث دمر عمال المحاجر هذه اللوحة الجيرية التى تقع على مساحة 2 متر فى 2 متر بالديناميت.

وعلم "اليوم السابع" أن هذه اللوحة تم تدميرها منذ 6 أشهر، ونسفت تماما، ولم يبلغ أحد من العاملين بالمنطقة عن تدميرها، ولوحات الحدود هى مجموعة من اللوحات الجيرية التى حدد بها الملك إخناتون عاصمته الجديدة "آخت آتون"، وتقع هذه اللوحات فى الشمال والجنوب والشرق والغرب من طيبة، وقد بقى منها أربعة عشر لوحة منها لوحتان فى جبل الحوطا، واحدة منقوش عليها إخناتون، وتسقط عليه أشعة الشمس عند شروقها، والأخرى تصور الاحتفالات بدفن الموتى.

وتكمن أهمية هذه اللوحات فى أنها كانت الشاهد الأثرى الأبرز والأوضح على مدينة الملك الفرعونى المثير للجدل "إخناتون" الذى اختار أن يبنى مدينته بعيداً عن سطوة كهنة آمون فى طيبة، وأمضى وقتا طويلا فى البحث عن أرض طاهرة لم يعبد فيها إله من قبل ليضمن أنها غير "نجسة"، وتأكيداً على طهارة هذه المدينة الوليدة أحاطها بهذه اللوحات التى رسم عليها قرص الشمس وكتاباته المقدسة تيمنا وتباركا بإلهه الموحد، واستغرق بناء هذه المدينة أكثر من 15 عاما، وشهدت هذه المدينة أول رسالة توحيد فى العالم.

وأكثر ما يثير الجدل فى هذه القضية هو محاولة اليهود دائما إثبات أن إخناتون "عبرانى"، كما ادعوا أن إخناتون نفسه هو اسم معدل للنبى إبراهيم، وهو الجدل الذى مازال مشتعلا، وكانت المدينة التى تضم قصر الملك إخناتون وزوجته الملكة نفرتيتى، والمعابد والمقابر الأثرية للوزراء والأشراف، بالإضافة إلى المقبرة الملكية قد شهدت اعتداء كبيراً على حرمها الأثرى، وتعدى الأهالى على مساحة 100 فدان من الأراضى التابعة للآثار فى مناطق تل بنى عمران والحاج قنديل والعمارية الشرقية، وتشمل التعديات 35 حالة تعدٍ بأعمال البناء واستصلاح الأراضى، وما يزيد من حجم الكارثة أن هذه اللوحة تعد ملكا للبشرية جميعا لأنها تعتبر شاهدا حضاريا على أول ديانة توحيدية فى العالم، ومن المتوقع أن يثير نبأ تدميرها فزعا عالميا فى الأوساط الأثرية أكثر ألف مرة من نبأ سرقة لوحة زهرة الخشخاش، لما تمثله من قيمة علمية ودينية وتاريخية مشتركة.