اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 04:53 م

استحلفكم بالله أن تثأروا للشعب

الأربعاء، 16 فبراير 2011 12:51 م

قبل الثورة بأيام قليلة كانت صديقتى اليسارية إيمان عوف تتحدث معى عبر الفيس بوك.. قالت لى إنها تريد أن تصرخ بأعلى صوتها وإنها قررت العودة إلى السياسة بعد توقفها فترة لظروف خاصة بها.. قلت لها إن الأمل ميت فالأمن يسيطر على مناحى الحياة، وما حدث فى تونس لا يمكن أن يحدث فى مصر، وبررت وجهة نظرى وقتها بقبضة الأمن الحديدية.. قلت لها إن الشرطة جندت ما يكفى للتجسس على كل الشعب، وأى حركة ثورية تحتاج إلى قيادات سيعتقلهم الأمن متى بزغت رؤوسهم.. لكنها كانت واثقة من بزوغ فجر الحرية، وأكدت لى إمكانية قيام ونجاح الثورة، بينما ظللت أنا فى يأسى إلى أن جاء يوم 25 يناير، وخرجت فى مظاهرة شعرت من بدايتها أن الخلاص آت لا محالة، فالناس كانوا مختلفين عما عرفتهم فى الحركات الاحتجاجية السابقة، حيث كان التنظير سيد الموقف، أما الآن – أقصد وقت الثورة – فالمشاركون كانوا عبارة عن أم وأب فشلا فى توفير الضروريات لأبنائهم وشاب عاطل وفتاة لم يعد لديها أمل فى الزواج ومسن "زهق من حياته".

هنا تذكرت كلام إيمان عوف التى كانت ذات يوم مضربة معى عن الطعام داخل مستشفى المنيرة، وقلت لنفسى "إيه يا إيمان باين الحلم ها يتحقق".. تحقق الحلم واستراح الناس وأثبتت الأيام أن لا أحداً فى مصر يرضى بالذل والهوان.. خرجت مصر عن بكرة أبيها إلى الشوارع كادت الفرحة توقف قلوب كثيرين.. كان ذلك عقب تنحى الديكتاتور حسنى مبارك وسقوط أركان نظامه الفاسد.. استراح الناس بعد تحقيقهم الحلم الأكبر، وبدأ السؤال يطاردهم: ماذا بعد؟

وفى "ماذا بعد" أقبل أيادى وأرجل القائمين على حكم البلد فى هذه المرحلة.. باسم دموع أمهات وآباء وأبناء وزوجات الشهداء.. باسم دموع أم مات طفلها لنقص فى العلاج.. باسم أطفال الشوارع.. باسم الفتيات اللائى بعن أجسادهن من أجل لقمة عيش.. باسم كل من "مسحت" الشرطة بكرامته الأرض.. باسم كل المصريين الذين لم يرحمهم نظام عمل من أجل مصلحة قلة على حساب الجوعى والمقهورين.. باسم كل هؤلاء وغيرهم أستحلفكم بالله العظيم أن تثأروا لنا.. أن تنتقموا من الحرامية.. شردوهم.. أشعروهم بالألم الذى كانوا يسخرون منه.. خذوا أموالنا منهم.

أرجوكم.. لا تنسوا المنتفعين من النظام البائد لأن ذاكرة الشعب قوية.. أرجوكم تخلصوا من القائمين على المؤسسات الصحفية القومية والتليفزيون الذين باعوا ضمائرهم و"طبلوا للفساد".. اطردوهم بحق ثقة الشعب فيكم، ولا تنخدعوا بقدرتهم على التلون وتناول الطعام على كل الموائد.. أرجوكم طهروا هذا البلد فالأمل فيكم كبير.