اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 02:37 ص

الشيخ حسان.. وبكار!

السبت، 10 ديسمبر 2011 08:03 ص

فرق كبير جدا بين شيخ قال إن الديمقراطية كفر، ثم عاد وتراجع وحلل ركوبها لكى تصل به إلى كرسى من كراسى السلطة، وبين شيخ داعبته السلطة كثيرا بعد ثورة 25 يناير ولكنه اكتفى بغض بصره عنها.

فرق كبير جدا بين عبدالمنعم الشحات الذى هاجم الثورة والمتظاهرين، ثم عاد وجعل من ركوب موجتها واجبا شرعيا بحجة تطبيق شرع الله فى أرضه، وبين الشيخ محمد حسان الذى أعادت الثورة اكتشاف خطابه الدينى وتطويره بداية من مشاركته فى حل أزمة صول، ومرورا بخطبته الرائعة عن مصر أثناء أداء شعائر الحج، وانتهاء برفضه القاطع والحاسم للمتاجرة بأسماء الشيوخ فى الدعاية الانتخابية.

فرق كبير بين الصورة التى يقدمها عبدالمنعم الشحات للتيار السلفى، وهى بالتأكيد صورة بها الكثير من التشويه ولا تصدر للناس فى الشوارع سوى الرعب، وبين الصورة التى يقدمها الشيخ محمد حسان بعد الثورة على وجه الخصوص، أو تلك التى يقدمها الشاب المحترم نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور والحامل فوق كاهله عبء لملمة أخطاء وهفوات وتشدد عدد من القيادات السلفية، على رأسهم عبدالمنعم الشحات.

الصورة التى يقدمها الشيخ حسان ونادر بكار - بغض النظر عن اختلافك أو اتفاقك مع منهجهم - صورة مغايرة تماما لتشوهات الماضى التى تعرض لها التيار السلفى، صورة فيها مساحات كبيرة من السماحة والحوار وعدم الرضا عن الخطاب السلفى الذى يصدره بعض المشايخ والمرشحين للناس، بدليل أنه يمكنك أن تلمح الأسى على وجه الشيخ حسان أو نادر بكار حينما كانت تأتى أى وسيلة إعلامية على ذكر الكلمات أو التقارير التى تنتقد تجاوزات القوى الإسلامية أمام اللجان الانتخابية ومخالفة القوانين بشكل تشعر معه أن العقلاء مثل بكار والشيخ حسان يدركون تماما أن تلك التجاوزات سوف يتم تحميلها للإسلام نفسه وليس لأهل هذه التجاوزات، شاء من شاء وأبى من أبى، لأن أهل التجاوزات قدموا أنفسهم للناس منذ اللحظة الأولى على أنهم الوجه الوحيد والأمثل للإسلام، وهى الكارثة التى حذر منها كثير من الشيوخ على رأسهم الشيخ أحمد النقيب الذى أبدى قلقه من سقوط السلفيين فى فخ السياسة والأحزاب، وخرج بعد ما أعلن عنه من تجاوزات للإسلاميين فى المرحلة الأولى ليدعو الله لهم بالهداية والعودة إلى الرشد.

الشيخ حسان استكمل السير على نهج خطابه المتطور بعد 25 يناير، وأعلن بشجاعة رفضه للتجاوزات التى ارتكبها المرشحون الإسلاميون أمام اللجان الانتخابية، لدرجة أنه وصف المرشحين الذين استخدموا صوره فى مداعبة مشاعر وعواطف الناس بأنهم انحرفوا عن الإسلام واتبعوا مبدأ ميكيافيللى.

كلمات الشيخ حسان تعود بنا إلى السؤال الذى طرحناه هنا من قبل «هل انتهاك القوانين وارتكاب التجاوزات وعدم احترام قواعد الانتخابات هو النموذج الإسلامى الذى تسعى التيارات الإسلامية لتقديمه مع أول مشاركة سياسية حقيقية بعد الثورة؟! والعودة إلى هذا السؤال بعد كلمات الشيخ محمد حسان السابقة تدفعنا إلى إعادة صياغته وتطويره ليصبح: «إذا كان الشيخ حسان يرى فيمن استخدم اسمه وصورته فى الدعاية منحرفا عن طريق الإسلام، فما هو حال من استخدم اسم الله ورسوله وخير الناس بين دار الكفر ودار الإيمان وهو يدعو الناخبين للتصويت؟!».. مجرد سؤال!!