اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 06:12 م

دينية أم سياسية «3»؟

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2011 10:56 ص

بدأت فى اليومين الماضيين طرح سؤالى، عما إذا كان حصول الإخوان والسلفيين على حصة كبيرة من عضوية مجلس الشعب فى الانتخابات الجارية، سيعنى أن هذا الفوز جاء على أرضية دينية، وأن مزاج تصويت الناخبين يتم وفقا للأبعاد الدينية قبل السياسية، واستكمل..
من تأمل نتائج انتخابات عام 2005، يمكن القول بأن فوز الإخوان بعدد 88 نائبا كانت له أسباب متعددة، ولا أعتقد أن الفوز كان متوقفا على شعار «الإسلام هو الحل» فقط، وإنما كان آتيا من جهد عملى على أرض الواقع، وربما تقودنا إعادة قراءة وضع الجماعة فى كل الدوائر التى نجح مرشحوها فيها، إلى أن هذا النجاح جاء نتيجة سير شعبية جيدة لهم، وارتباطات خدمية متشعبة يقدمها، وتغلل للجماعة فى شرايين القطاعات الخدمية داخل الدائرة، ويعنى ذلك أن الاقتصار فى تفسير نجاح مرشحى الإخوان على شعار «الإسلام هو الحل»، خطأ وقراءة مخلة تقود إلى نتائج ناقصة.

أما عن الانتخابات الجارية، فنحن أمام حالة جديدة أضيفت إلى المشهد السياسى، تتمثل فى السلفيين، ومنذ أن قفزوا على السطح بعد ثورة 25 يناير، يتعامون كما لو أنهم أصحاب الحقائق الدينية وحدهم، وساروا عبر هذا المنحنى فى طرق لم تبعث بالاطمئنان للمجتمع، وإنما تثير القلق بشكل لافت، فآراؤهم فى الأقباط والسياحة والمرأة والاقتصاد، يتلقاها الناس الآن بخوف شديد من المستقبل فى حال لو أصبح الحكم فى أيديهم، ومما يلفت النظر فى ذلك، أن نقابة الأطباء فى الإسكندرية لم ينجح فيها الإخوان ولا السلفيون رغم أن المدينة معقل للاثنين، وتحتاج هذه النتيجة إلى قراءة متأنية لمعرفة ما إذا كانت تدل على خوف من احتمالات سيطرة التيارات الدينية أم لا، وهل لو كان الخوف موجودا، فمنذ متى؟ هل بعد قرار السلفيين بالانغماس فى الحياة السياسية، أم قبله؟.

أسئلتى السابقة تقودنى إلى الاعتقاد بأن التشدد فى الخطاب الدينى من المرشحين، يقودهم إلى الفشل، وسحب الثقة الجماهيرية منهم فيما يخص أمور السياسة والاقتصاد وتلبية حوائج الناس، مما يعنى القول بأن نجاح مرشحى قوى الإسلام السياسى على أساس دينى هو قول مغلوط، وإنما الصحيح هو أن النجاح يأتى من عطاء المرشح وقيمته وجهده واستقامته السياسية، وسلوكه الذى لا يصطدم مع قيم المجتمع الدينية.