اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 04:36 ص

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": سياسة (ما بعد الاعتصام)

الإثنين، 03 أكتوبر 2011 07:46 ص

بعض الأحزاب التى وقعت على وثيقة الفريق سامى عنان، أمس الأول، تواجه أزمة داخلية حقيقية وتعلو فى كواليسها شعارات التخوين السياسى، على نحو يهدد بانقسام تنظيمى مبكر.. وتقديرى، أن هذه الأزمة ترجع إلى غياب الرؤية الداخلية الموحدة بين كوادر الحزب الواحد، فبعض الأحزاب الجديدة لم تحدد بدقة ما الذى تريده فعليا فى الانتخابات المقبلة، وما هو الشكل الأمثل للعلاقة مع المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها، وما الفرق بين استمرار الثورة كفعل (تظاهرى فى الميدان) وبين تحول الثورة نفسها إلى عمل سياسى منظم يدفع الديمقراطية إلى الأمام، ويساعد على بدء حركة تنموية جديدة فى البلاد.

المجلس العسكرى يتقدم بقوة ثم يتراجع بسهولة مبررا الكر والفر برغبته فى سرعة العودة إلى الثكنات (حسب الموقف المعلن للمجلس)، أما الأحزاب فهى تكر وتفر، وتتقدم وتتأخر بلا رؤية واضحة وبلا استراتيجية تحدد ما هى الثوابت التى لا ينبغى التراجع عنها، وما هى الملفات التفاوضية التى يمكن أن تجرى فيها التفاهمات مع المجلس، وأظن أن الأحزاب الجديدة والقديمة تحتاج إلى نظرة داخلية على المفاهيم، وتأمل طويل فى الاستراتيجية والتكتيك.

باختصار، نحتاج إلى تصور لما بعد (الاعتصامات والتظاهرات) فليس بالاعتصام وحده تحيا الأمم وتنتصر الثورات. الرؤية الوطنية الشاملة، والمشروع الواضح، من الفرائض الغائبة فى المشهد الحزبى الراهن.
والله أعلم.