اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 11:45 ص

جمعة استرداد الثورة

الإثنين، 03 أكتوبر 2011 07:54 ص

مرة ثانية أطرح السؤال: لماذا لم ترتفع مظاهرات الجمعة الماضية فى حشدها إلى «المليونية»، رغم شعارها المهم والحيوى، وهو «استرداد الثورة»، والذى أدى رسالته، وطرحت سؤالى نفسه عقب الجمعة قبل الماضية، والتى لم يحضرها إلا عدد قليل.

طرحت السؤال فى المرة الأولى، وتمنيت أن تضعه جميع الحركات السياسية والأحزاب على طاولة البحث، من أجل الوصول إلى إجابة حتى لا تفقد «المليونيات» بريقها، بعد أن أقدمت على فعلها الكبير بإجبار مبارك على التنحى، والكشف عن أسرار الفساد الذى عشش فى مصر طوال الثلاثين عامًا الماضية.

أطرح السؤال مرة ثانية، وفى أجوائه الكثير مما يستحق الرصد، أولها أن الكثير من الرموز والأحزاب دعوا إلى المشاركة فى مليونية «استرداد الثورة» باستثناء جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية حزب «الحرية والعدالة»، بالإضافة إلى السلفيين وأحزابهم، ومن هنا كانت الأنظار تتجه إلى شكل الدعوة وحشدها دون هؤلاء، رغم مشاركة أحزاب مثل «الوسط» و«النهضة»، ورموز مثل الدكتور محمد سليم العوا، وحازم صلاح أبو إسماعيل، المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية.

وقد يقودنا الرصد السابق إلى أن مقاطعة قوى «الإسلام السياسى» تسببت فى ضعف الحشد، لكن أرى هذه القراءة مبسطة، وبصرف النظر عن تفسير البعض لموقف الإخوان، وحزبها بأنه «انتهازية» سياسية، أو مناورة تهدف إلى التعجل بالانتخابات حتى يحققوا فيها مكسبًا كبيرًا، فإنه يستوجب على كل القوى السياسية أن تقرأ مسألة الدعوة إلى مليونيات فى ضوء المناخ السياسى العام، وهو المناخ الذى أدت تضاريسه إلى أن تفقد هذه الدعوات الحضن الشعبى، الذى كان يستجيب بسرعة قبل ذلك، وقد يكون المجلس العسكرى هو المسؤول عما يحدث، وقد تكون سياسات الحكومة المترددة، لكن يبقى فى قراءة المشهد ضلع ناقص وهو مسؤولية الحركات السياسية، فمن الضرورى أن تسأل نفسها سؤالاً جوهريّا، هل مازالت الجماهير تؤمن إيمانًا كاملاً بما تطرحه؟ وماذا فعلت من أجل الوصول إلى القرى والنجوع من أجل التوعية بمكتسبات الثورة، حتى لو كانت الثورة تعيش الآن مأزقًا كبيرًا.