اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 03:32 م

المشير رئيساً

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011 10:02 م

استيقظنا من النوم لا بنا ولا علينا فى هذه الأيام المضطربة، وكلنا أمل أن نصادف خبراً جيداً يعطينا دفعة للمقاومة، لنجد بدلاً من الأمل ملصقات منتشرة فى ميادين وسط القاهرة تدعو المشير طنطاوى للترشح للرئاسة، ماذا يحدث يا جماعة الخير؟ هل ما نراه وهما أم حقيقة، جد أم هزار؟ مَن الذى صور وطبع وتعامل بالفوتوشوب ولصق؟ قيل إنها حركة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "مصر فوق الجميع"، طيب من أين جاءت هذه الحركة ومن وراءها وما غايتها وهل أعضاؤها إنس أم من بنى الجان؟ أمن دولة منحل أم ضحايا التعذيب؟ حكومة انتقالية أم شعب انتقالى؟ فلول أم نباشو ثورات؟.

وسرعان ما جاءتنا الإجابات المرتجلة تضرب أخماساً فى أسداس، البعض قال إنهم متطوعون باحثون عن الاستقرار على طريقة مجدى الكردى، منسق حملة ترشيح جمال مبارك رئيساً، والتى غارت غير مأسوف عليها، وفريق قال، هم مجرد مجس للرأى العام، لمعرفة هل يمكن تمرير خبر من عينة ترشح المشير للرئاسة أم لا؟ آخرون أكدوا، لا لأ.. لا مجس ولا يحزنون، دول جماعة من الانتهازيين الجدد الذين يرغبون فى التزلف إلى المسئولين فى السلطة والسلام، وهناك من أفتى بمقاطعتهم وعدم الزواج منهم أو التعامل معهم بالبيع أو الشراء، إذا كان من بينهم تجار أو سماسرة أو وسطاء، وهناك من تساءل بخبث، وما موقف المجلس العسكرى والمشير طنطاوى من هذه الملصقات أصلا، هل يكفى الصمت الرهيب باعتباره إجابة المجلس والمشير فى هذه الظروف؟

الأسئلة تساوت مع الإجابات المرتجلة، لكن هناك من تقمص دور العليم ببواطن الأمور وأكد أن هذه الملصقات توريطة للبلد فى هذه الظروف الانتقالية، بعد الحكم الصادر بأحقية المصريين فى الخارج فى التصويت، وأنها لا يمكن أن تصدر عن أى من أعضاء المجلس العسكرى، مستنداً فى ذلك إلى التصريحات السابقة للمشير طنطاوى نفسه، والتى أكد فيها عدم ترشح أى من أعضاء المجلس العسكرى لرئاسة الجمهورية، وأن المجلس جاد فى تسليم السلطة إلى حكومة جديدة ورئيس منتخب، لكن هذه الحجة الوجيهة سرعان ما واجهت ضحكات رقيعة من أحد الثورجيين بالوراثة الذى مافتئ يشير بيديه ويهبد بقدميه يكاد يموت من القهقهة، وهو يعيد على أذهاننا سردا مرتبا لوقائع التاريخ المصرى الحديث من 1952، مروراً بعام النكسة الأولى فى 1954 وانتهاءً بأعوام الرمادة الممتدة من 1987 مروراً بـ1993 و1999 و2005 و2011.

لم يكتف هذا الثورجى ابن الثورجية بما قاله، بل اندفع فى الخطابة وكأنه محروم من الكلام لعقود، متناولاً أساليب ديكتاتوريات العالم الثالث من أفريقيا إلى جمهوريات الموز بأمريكا اللاتينية فى تزييف واستغلال ما يسمى بالإرادة الشعبية لترويج وهم التأييد الشعبى لأنظمتها القمعية، سواء كانت متوارية خلف بدلة عسكرية مزينة بالنياشين أم وراء بدلة مدنية شيك تمشى وسط العامة فى الأسواق وتظهر دون توقع! الغريب أن هذا الثورجى، الذى سحب البساط من تحت أقدامنا، أخذ يكيل الاتهام لسامعيه وكأنهم مسئولون عن إخراج هذه الحركة الملعوب فى توجهاتها وإطلاقها لتصور وتطبع وتلصق صور المشير، وحجته فى ذلك أننا ساكتون عن الحق وأننا بذلك شياطين، وبصراحة انتابنى الخوف وقررت نكاية فيه أن أفضح أفعاله الشين فى هذا المقال، بينما أتمنى فى نفسى أن يخرج علينا المشير بنفى جديد يؤكد عدم ترشح أعضاء المجلس العسكرى للرئاسة، حتى يخرس لسان هذا الثورجى وأمثاله من المزايدين.