اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 11:41 م

المتربحون من تعطيل مشروع "الضبعة"

الجمعة، 06 أغسطس 2010 12:01 م

يعطى نفوذ المال لأصحابه الفرصة للحديث عن أى شىء، يتحدثون مثلا عن الطاقة النووية وكأنهم خبراء فى أدق أسرارها، كما فعل رجل الأعمال إبراهيم كامل الذى يناصب العداء لموقع الضبعة كمكان لمشروع الطاقة النووية، ويرى فى المكان نموذجا لموقع سياحى فريد، وزاد كامل فى حماسه لفكرته بوصف العلماء الذين يرفضون وجهته بـ"المهرجين"، وذلك فى حواره مع الإعلامية رولا خرسا فى برنامجها "الحياة والناس" التى تقدمه على فضائية "الحياة".

وصف رجل الأعمال لعلماء الطاقة النووية بـ"المهرجين" يدفن جهودهم الجبارة ودراساتهم العلمية التى رجحت الضبعة، كما يمسح بكل برود قيمتهم العلمية الرفيعة التى أهلت بعضهم للوصول إلى منصب كبير المفتشين فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والغريب أن إبراهيم كامل تقمص وهو يدلو برأيه دور الباحث النووى، بقوله إن اتجاه الرياح شمالية شرقية فى الضبعة، وهو الأمر الذى يبطل من وجهة نظره صلاحية الموقع، وأخذ من ذلك دليلا على أن الضبعة لو تم استثمارها كموقع سياحى ستكون فى قيمة أرضها أكبر من قيمتها وهى مشروع نووى، واستفز ذلك عالما بوزن الدكتور إبراهيم العيسوى، كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والمستشار الفنى بهيئة المحطات النووية المصرية، قائلا: "إن علماء مصر مستعدون لمناظرة كل من يدعى بغير علم ويسىء إلى المشروع النووى وموقع الضبعة، وأضاف فى تصريحاته للزميلة "المصرى اليوم": "التهجم على العلماء ووصفهم بالمهرجين أمر مأساوى.. ونترك الرد لأصحاب الضمائر ليعلموا من هم المهرجون".

قد نترك الباب لرجل الأعمال فى إصدار فتاوى فى مجالات البيزنس سجل هو أهدافا بارعة فى مرماها، لكن أن يتعامل مع قضية علمية ليس له شأن بها، فهذا هو التهريج بعينه الذى رمى به إبراهيم كامل غيره، فى حين يمارسه هو فى هذا القضية، وحبذا لو التقطت الإعلامية رولا خرسا رأى الدكتور إبراهيم العيسوى باستعداد علماء مصر لإجراء مناظرة معه حتى ينتهى هذا الفصل السخيف رغم حسم الحكومة له من قبل، لكن يبدو أن هناك من يرغب فى إعادة الأمر كله إلى المربع صفر والذى قد يؤدى إلى موت المشروع النووى السلمى بفضل دعاة البيزنس فى أى شىء.