السبت 2025-03-15

القاهره 10:28 م

د. رشدى لا يزال يبتسم للمستقبل

الدكتور رشدى صرف على بحثه فى علف الأرانب من جيبه وبعد 7 سنوات اترمى فى الدرج

آية نبيل
الجمعة، 29 يناير 2010 11:33 م

◄◄ابتكر أعلافاً جديدة من الفجل والجرجير وحبة البركة قيمتها الغذائية أكبر وتكلفتها أقل

«الباحث ما بيعملش أبحاثه عشان تتحول لحبر على ورق وتترمى فى الدرج» بهذه الكلمات بدأ الدكتور رشدى إبراهيم الباحث بقسم الإنتاج الحيوانى بالمركز القومى للبحوث كلامه.

إبراهيم حصل هذا العام على براءة اختراع عن بحثه فى استخدام أكساب جديدة فى علف الأرانب بعد مشوار طويل بلغ 7 سنوات بين البحث والانتظار أنفق فيها مبالغ كبيرة من جيبه الخاص آملا أن يجد التقدير المعنوى والمادى من الدولة، «حتى لو جايزة صغيرة من جوايز الدولة اللى بتوزعها على اللى هنا واللى هناك».

من داخل مكتبه الصغير الذى يشترك فيه مع مجموعته البحثية، تحدث الدكتور رشدى 55 عاما قائلا: «توصلت فى البحث إلى استخدام أكساب الفجل والجرجير وحبة البركة إلى جانب كسب فول الصويا فى علف الأرانب، والكسب هو المخلفات المتبقية من بذرة هذه النباتات بعد عصرها، وبذلك أكون قد حققت هدفين، الأول أنى تخلصت من مخلفات كانت تمثل مشكلة بيئية، والثانى أننى خفضت من سعر علف الأرانب باستخدام أكساب نباتات منخفضة الثمن بالمقارنة مع كسب فول الصويا الذى نستورده من الخارج ويصل سعر الطن منه إلى 3000 جنيه، فى حين أن كسب الجرجير مثلا لا يتعدى 600 جنيه»، ويضيف: «تتميز أكساب فول الصويا باحتوائها على نسبة كبيرة من البروتين الذى تحتاجه الأرانب بنسبة 30 %، فكونت 4 مجموعات من الأرانب استبدلت فى كل منها بنصف كمية فول الصويا نفس الكمية من الفجل والجرجير وحبة البركة ووضعت خليطا من كل هذه النباتات فى المجموعة الأخيرة، وفى النهاية حصلت على نفس النتيجة مع المجموعة الأصلية التى تحصل على كل كمية البروتين من فول الصويا، بل وجدت أن المجموعات الأربع زاد فيها وزن الأرانب رغم استهلاكها كمية أقل من العلف يوميا وبالتالى فالنتيجة الاقتصادية كبيرة حيث حققنا بذلك انخفاضا فى تكلفة تربية الأرانب وزدنا وزنها ورفعنا القيمة الغذائية فى العلف، فمثلا الفجل يقلل من الاضطرابات المعوية ومضاد للإسهال والالتهابات أما الجرجير فمضاد للأكسدة والأورام السرطانية».

يرى الدكتور رشدى أن بحثه سيتيح الفرصة للمربين الجدد للدخول فى السوق لانخفاض التكلفة لكنه بنبرة حزينة قال: «أنا مش دورى إنى ألف على مصانع الأعلاف لأروج لفكرتى لكن هناك لجان مختصة بذلك، وأنا على مدار 28 سنة فى البحث العلمى عملت 13 بحثا علميا لم يتم تطبيق أى منها، الدولة لازم تقوم بدورها تجاه الباحثين لان ده هيحفزهم على البحث عن أفكار جديدة أخرى، ولازم القائمين على الصناعة يوفروا منسقين يتواصلوا مع الباحثين، هم يقولولنا مشكلاتهم واحنا نعرض عليهم نتائج أبحاثنا، من غير كده مش هيكون فيه تقدم فى مصر».

يتمنى دكتور رشدى أن تزيد الإمكانيات المتاحة لمركز البحوث من أجهزة ومزارع حتى يستطيع الباحثون أن يتوصلوا لأفضل النتائج والأهم أن يكون هناك تقدير مادى للحاصلين على براءات الاختراع لأنهم: «يتعدوا على الأصابع فى مصر كلها».

AMP