اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 08:16 م

جبل الكريستال

جبل الكريستال يوشك على الانقراض بسبب اللصوص

الوادى الجديد ـ ماهر الباسل الأحد، 29 نوفمبر 2009 11:09 ص

بعد أن حاولت محافظة الوادى الجديد بيع جبل جنة الشمال لمستثمرين إيطاليين لتدميره باسم الاستثمار السياحى لعمل منشآت سياحية فى منطقة طبيعية عمرها ملايين السنين، وشق طريق أسفلتى فى وسطها، وهو المشروع الذى انتقدته وحاربته كل المنظمات البيئية العالمية، ومعهم مستشار وزير السياحة للشئون البيئية، والذين وصفهم المحافظ بأنهم مجموعة من المغرضين هدفهم تنافسى حتى صدر القرار بوقف المشروع نهائيا.

وعلى الرغم من فرض الحماية على جبل الكريستال منذ سنتين تقريبا، والذى يعد من أروع المناطق الطبيعية فى واحة الفرافرة، حيث محمية الصحراء البيضاء التى تعكس سحر الطبيعة فى قلب الصحراء، ويعتبر هذا الجبل من أغنى الجبال فى مصر بقطع الكريستال الملونة والنادرة جدا، والتى رسمتها الطبيعة، إلا أن هذا الإجراء قد جاء متأخرا. وفى غفلة من صناع القرار تم تدمير هذا الكنز ونهبه ليفقد جماله بقطعه المتناثرة ولم يتبقَ سوى جسم الجبل الذى لم يسلم من عمليات التدمير بهدف الحصول على قطعه الرائعة.

كان معظم السائحين يصرون على الذهاب إلى جبل الكريستال، وذلك لجمع تلك القطع التى تأخذ شكل بلورات رائعة من خام الكالسيت، وظن "الخرتية" و(يقصد بهم دليل الصحراء) أن السائحين يجمعونها بسبب هواية جمع الحجارة الملونة، واكتشفوا فيما بعد أن عدداً كبيراً من السائحين لم يأتوا إلى هذه المناطق بهدف السياحة والسفارى فحسب، وإنما لجمع هذه الأنواع من الحجارة التى تبين أنها من أغلى أنواع الحجارة فى العالم.

وبعد نهب الجبل وسرقة الحجارة المفككة منه لم يتبق سوى جسم الجبل الصلب الذى يصعب تكسيره. والغريب أن محافظة الوادى الجديد لم تنتبه للسياحة البيئية إلا بعد حادث اختطاف السياح من الجلف الكبير، ورغم ذلك لم يرد ذكر اسم "جبل الكريستال" على خريطة موقع المحافظة السياحية.

وتعتبر سفارى هضبة العوينات والجلف الكبير الموجودة على حدود السودان وليبيا هى الأغلى فى بورصة السفارى، ليس لكون هذه المنطقة من أكثر المناطق المبهرة فى مصر فحسب وإنما لأسباب أخرى، كشفها لنا أحد العاملين فى سفارى الواحات، وهى أن هؤلاء السياح ما هم إلا حفنة من اللصوص يسافرون إلى تلك المناطق لسرقة ما فيها من كنوز طبيعية، ولم يقتصروا على جبل الكريستال فحسب، بل اتجهوا إلى الجلف الكبير لينهبوا المعادن النادرة فى هذه المنطقة مثل معادن السيليكا، بالإضافة إلى احتواء المنطقة على بعض الحفريات النادرة والثروات الطبيعية المهمة والحيوانات النادرة وغالية الثمن منها الكبش الأوروبى والغزال المصرى.