أكرم القصاص - علا الشافعي

رحيل عبد الله بن عمر .. ما يقوله التراث الإسلامي

الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 05:00 م
رحيل عبد الله بن عمر .. ما يقوله التراث الإسلامي كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش عبد الله بن عمر 86 عاما قضى منها 60 يفتى الناس في أمور دينهم، فهو من خيرة الصحابة، وقد رحل في سنة 74 سنة هجرية، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "عبد الله بن عمر"

ابن الخطاب القرشى العدوى، أبو عبد الرحمن المكى ثم المدنى أسلم قديما مع أبيه ولم يبلغ الحلُم وهاجرا وعمره عشر سنين، وقد استصغر يوم أحد، فلما كان يوم الخندق أجازه وهو ابن خمس عشرة سنة فشهدها وما بعدها، وهو شقيق حفصة بنت عمر أم المؤمنين، أمهما زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون.

 
وكان عبد الله بن عمر ربعة من الرجال آدم له جمة تضرب إلى منكبيه جسيما يخضب بالصفرة ويحفى شاربه، وكان يتوضأ لكل صلاة ويدخل الماء فى أصول عينيه، وقد أراده عثمان على القضاء فأبى ذلك، وكذلك أبوه، وشهد اليرموك والقادسية وجلولاء وما بينهما من وقائع الفرس، وشهد فتح مصر، واختط بها دارا، وقدم البصرة وشهد غزو فارس وورد المدائن مرارا وكان عمره يوم مات النبى ﷺ ثنتين وعشرين سنة، وكان إذا أعجبه شيء من ماله يقربه إلى الله عز وجل، وكأن عبيده قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال أعتقه، فيقال له: إنهم يخدعونك، فيقول: من خدعنا لله انخدعنا له، وكان له جارية يحبها كثيرا فأعتقها وزوجها لمولاه نافع، وقال: إن الله تعالى يقول: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" [آل عمران: 92] .
 
واشترى مرة بعيرا فأعجبه لما ركبه فقال: يا نافع أدخله فى إبل الصدقة، وأعطاه ابن جعفر فى نافع عشرة آلاف فقال: أو خيرا من ذلك؟ هو حر لوجه الله، واشترى مرة غلاما بأربعين ألفا وأعتقه فقال الغلام: يا مولاى قد أعتقتنى فهب لى شيئا أعيش به فأعطاه أربعين ألفا، واشترى مرة خمسة عبيد فقام يصلى فقاموا خلفه يصلون فقال: لمن صليتم هذه الصلاة؟ فقالوا: لله ! فقال: أنتم أحرار لمن صليتم له، فأعتقهم.
 
والمقصود أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبة، وربما تصدق فى المجلس الواحد بثلاثين ألفا، وكانت تمضى عليه الأيام الكثيرة والشهر لا يذوق فيه لحما إلا وعلى يديه يتيم، وبعث إليه معاوية بمائة ألف لما أراد أن يبايع ليزيد، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء، وكان يقول: إنى لا أسأل أحدا شيئا وما رزقنى الله فلا أرده.
 
وكان فى مدة الفتنة لا يأتى أمير إلا صلى خلفه، وأدى إليه زكاة ماله، وكان أعلم الناس بمناسك الحج، وكان يتتبع آثار رسول الله ﷺ ويصلى فيها، حتى أن النبى ﷺ نزل تحت شجرة وكان ابن عمر يتعاهدها ويصب فى أصلها الماء، وكان إذا فاتته العشاء فى جماعة أحيا تلك الليلة، وكان يقوم أكثر الليل، وقيل: إنه مات وهو فى الفضل مثل أبيه، وكان يوم مات خير من بقي، ومكث ستين سنة يفتى الناس من سائر البلاد، وروى عن النبى ﷺ أحاديث كثيرة، وروى عن الصديق وعن عمر وعثمان وسعد وابن مسعود وحفصة وعائشة وغيرهم.
 
وثبت فى الصحيح عن حفصة أن رسول الله ﷺ قال: "إن عبد الله رجل صالح لو كان يقوم الليل"، وكان بعد يقوم الليل، وقال ابن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا ابن عمر.
 
وقال جابر: ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، إلا ابن عمر، وما أصاب أحد من الدنيا شيئا إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عليه كريما.
وقال سعيد بن المسيب: مات ابن عمر يوم مات وما من الدنيا أحد أحب أن لقى الله بمثل عمله منه.
وقال الزهري: لا يعدل برأيه فإنه أقام بعد رسول الله ﷺ ستين سنة، فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر أصحابه رضى الله عنهم.
 
وقال مالك: بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة وأفتى فى الإسلام ستين سنة، تقدم عليه وفود الناس من أقطار الأرض.
قال الواقدى وجماعة: توفى ابن عمر سنة أربع وسبعين وقال الزبير بن بكار وآخرون: توفى سنة ثلاث وسبعين والأول أثبت، والله أعلم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة