د. محمد العقبى

الأسطى مايا مرسي

الإثنين، 20 مايو 2024 01:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تخيل أنك طلبت سيارة من تطبيقات النقل الذكي وعندما تصلك السيارة تجد أن السائق هو الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة … ماهذا الخيال الغريب.


لك كل الحق في هذا السؤال؟ ولكن هذا الخيال أنا عشته بالفعل حينما اضطررت صباح الأمس لطلب سيارة من إحدى شركات النقل الذكي عبر تطبيق الهاتف لنقل زوجتى إلى عملها ولكنى وجدت نفسى أنزل لأسأل السائق الاطلاع على بطاقته وأصور رخصته وتفهم الرجل وسط استغراب من تصرفي.
وبعد دقائق وجدت أننى بالفعل قمت بفعل مستغرب لأننى لم أكن اتصرف بهذه الطريقة من قبل حين أسافر مع أسرتى بالخارج وأنا في بلد غريب لا أقوم بنفس التصرف وقبل عدة أشهر لم يكن فى ذهنى أن أتخذ نفس هذه الإجراءات ولكن يبدو أننى أصبت بفوبيا من شركات النقل عبر تطبيقات الهاتف.
وطبعا لم يكن الأمر من فراغ فهذه الشركات كانت وسيلة لقتل حبيبة الشماع فى حادثة استفزت الجميع وشغلت كل الأسر المصرية حتى أسرة السيد الرئيس الذى أبدى أهتمام وحركت الحادثة تعاطف السيدة انتصار السيسى وكان دعمها وتعاطفها واضح لأسرة الضحية.


وقبل أيام كانت محاولة أغتصاب فتاة أخرى التى عرفت بحادثة سيدة التجمع والتى أنتفض على أثرها المجلس القومى للمرأة وأصدر بيان قوى للتعامل مع تكرار هذه الحوادث ضد نساء مصر وجاء فيه التوصية بـ 9 مقترحات أبرزها إضافة خاصية الإستغاثة داخل تطبيقات الشركات للإبلاغ عن تعرض المستخدمين لاى خطر وضرورة إلتزام الشركات المشغلة للتطبيقات بعمل فحص مخدرات وكحول على عينة عشوائية من السائقين شهريا والتزام الشركة بفسخ التعاقد مع أى سائق يثبت تعاطيه للمخدرات كما أوصى المجلس القومى للمرأة بإلتزام الشركات بوضع ملصق على السيارات يوضح تبعية السيارة لأى شركة وعدد آخر من التوصيات التى دفعتنى للتواصل مع الدكتورة مايا مرسى لمحاولة فهم أعمق لموقف المجلس القومى للمرأة لهذه القضية وهل لدى المجلس النية فى استمرار في متابعة القضية.


وكانت المفاجأة أننى علمت أن الدكتورة مايا مرسى تعمقت في هذا الملف لدرجة أنها قامت بالدخول على التطبيقات الذكية بنفسها وسجلت نفسها كسائق على معظم تطبيقات الشركات لتفهم كيف يحصل السائقين على فرص العمل مع هذه الشركات واكتشفت للأسف أن الأمر فى منتهى السهولة وأن المنافسة بين الشركات دفعهم للتساهل مع تعيين وتشغيل السائقين الذين نأتمنهم على أبنائنا وبناتنا يوميًا وندفع لهم مبالغ أكثر بكثير مما تستحق المشاوير التى يقطعوها ظنًا منا أنهم أكثر أمانًا، تصرف الدكتورة مايا مرسي وحرصها على تسجيل نفسها كسائق والتحول إلى "الأسطى مايا مرسي" منحني بعض الطمأنينة من أن هذا الملف لن يغلق ولن يبقى أمان سيدات مصر رهن مجموعة من السائقين أو الشركات التي لم تبدِ حتى الآن أي شعور بالمسئولية أو حتى رغبة في تحسين مستوى الأمان في خدماتها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة