اللواء «القحطانى» لـ«اليوم السابع»: مصر نموذج تنموى نجح فى بناء الحياة من جديد بعد خسائر 2011 والمستقبل أفضل.. الخبير الاستراتيجى السعودى: مصر والسعودية مصير مشترك وقيادات البلدين على توافق

الخميس، 23 فبراير 2023 01:35 م
اللواء «القحطانى» لـ«اليوم السابع»: مصر نموذج تنموى نجح فى بناء الحياة من جديد بعد خسائر 2011 والمستقبل أفضل..  الخبير الاستراتيجى السعودى: مصر والسعودية مصير مشترك وقيادات البلدين على توافق الخبير الاستراتيجى اللواء عبدالله القحطانى
حوار - شيريهان المنيرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
-  الخبير الاستراتيجى عبدالله القحطانى: يجب تجاهل أكاذيب السوشيال ميديا ومُثيرى الفتنة.. يوم التأسيس بالنسبة للسعوديين مسألة انتماء وهوية.. ورؤية 2030 تُمثل تاريخًا جديدًا للمملكة
 
 
 
تتزامن الأيام الحالية مع احتفالات المملكة العربية السعودية بذكرى يوم التأسيس، التى تُمثل مكانة خاصة لدى الأشقاء بالمملكة، وأكد لواء طيار ركن سابق، مختص بالدراسات الاستراتيجية والأمنية، عبدالله غانم القحطانى، فى حديث خاص مع «اليوم السابع» اعتزازهم كمواطنين سعوديين بهذه الذكرى وتقديرهم لتحويلها إلى احتفالية سنوية، مشيرًا إلى رؤية المملكة 2030 تحت رعاية العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وما تحقق فى السعودية من إنجازات وتطورات، وتوقعه بأن العام المقبل، فى مثل هذا اليوم، سيكون قد شهد المزيد من التنمية والإنجاز بالمملكة.
 كما تطرق الحوار إلى العلاقات المصرية السعودية وتميُزها، مؤكدًا أنها راسخة ولا تتأثر والتاريخ شاهد على ذلك، قائلًا: إن مصر والسعودية قيادة وشعبًا دائمًا على قلب رجل واحد.. وإلى نص الحوار.

تحتفل المملكة هذه الأيام وللمرة الثانية بذكرى يوم التأسيس السعودى.. كيف ترى هذه الخطوة بإحياء هذه الذكرى المميزة فى تاريخ السعودية وماذا تمثل بالنسبة للشعب السعودى؟

هذا الاحتفال السنوى بيوم التأسيس السعودى، يأتى تأصيلًا لهذه المرحلة التاريخية المهمة جدًا فى التاريخ الإنسانى، خاصة العربى والإسلامى، فنحن نتحدث عن أكثر من 300 سنة كانت فيها الدولة السعودية فى هذا المكان فى جزيرة العرب، وفى أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة. وللاحتفال أبعاد أكثر مما يُرى، حيث التأكيد على أن الإنسان العربى فى هذه الأرض يشغل الحيز الأعظم من الجزيرة العربية، ومن ثم هو صاحب تاريخ وحضارة، ويعيش فى دولة بمعنى الكلمة منذ سنوات طويلة، وإن كان بينها فواصل زمنية بسيطة وظروف قاهرة حدثت، لكننا فى النهاية نعيش فى ظل هذه الدولة السعودية الأولى ونحن فى الثالثة. 

حدثنى عما تشهده المملكة من تطورات وإنجازات متلاحقة وما حققته فى ظل رؤية 2030 وأيضًا ما يتوقعه السعوديون خلال الفترة المقبلة فى ظل سياسات الملك سلمان وولى العهد عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان؟

إن هذه المناسبة بالنسبة للشعب السعودى مسألة انتماء وطنى للأرض والتاريخ والدولة، وهو ما أراه مُهما جدًا لنا كسعوديين ومعنا أشقاؤنا العرب والمسلمون، وأيضًا أصدقاؤنا فى العالم، وأود أن أشير ونحن نحتفل بهذه الذكرى للمرة الثانية، أننا ومن حسن الحظ فى ظل رؤية 2030 الاستراتيجية، التى تُمثل تاريخًا جديدًا للمملكة العربية السعودية، لأنها انطلاقة حضارية وإنسانية للعرب والمنطقة إجمالًا، فهذه الرؤية وإن كانت سعودية وتُنفذ على أرض المملكة، إلا أن انعكاساتها كبيرة جدًا على المنطقة بأكملها. 

ونحن فى السعودية وفى ظل هذه الرؤية أمام مرحلة جديدة ونتطلع كسعوديين إلى أن يكون هناك مخرجات للتاريخ السعودى والحضارة السعودية التى هى جزء من الحضارة العربية، وأساس لها، وهى تُمثل لنا هوية ننتمى إليها ولكن بمواصفات عالمية، وأرى ونحن نتحدث تزامنًا مع هذه الذكرى أن لدينا منطلقات جديدة وتنمية فريدة واقتصادا قويا وفكرا متميزا وإنسانا مُثقفا ومتعلما، يعى المخاطر التى تُهدد بلاده، ولذلك فهو قوى بسلاح العلم والإيمان والعقيدة والوطنية وانتمائه لهذه الأرض السعودية، وقوى بانتمائه العربى وأيضًا بأشقائه الذين هم جزء من حضارته، وهم مُرتكز أساسى فى نهضته الحديثة. ولهذا نحن نتوقع ونتطلع إلى أن العام المقبل سيكون مختلفا فى المملكة العربية السعودية. 

أتابع آراءك عبر تويتر وفى عدد من اللقاءات الإعلامية وألمس اهتمامك الدائم بضرورة التلاحم والوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجى وأيضًا مع الدول العربية لا سيما مصر.. فما رؤيتك تجاه العلاقات بين الأشقاء، ومستقبلها فى ظل التحديات العالمية الراهنة؟ 

نحن فى المملكة نقف مع قيادتنا ونعى أنها واعية وحكيمة وعربية أصيلة مُتمسكة بثوابتها العربية والإسلامية وأبعادها التاريخية، وأنها تتحمل دورها الذى أراد الله سبحانه وتعالى لها بأن تكون فى المقدمة، ولذلك فإن العلاقات العربية - العربية هى أساس فى فهمنا السعودى، وأيضًا أساس قوى تعلمناه من قيادتنا التى ترى فى الأشقاء العرب هم الركيزة الأولى، التى تولى الاهتمام فى دائرة التعاون والاقتصاد ومحاربة الإرهاب والأعداء والمخاطر التى تُحيط بنا، ومن ثم نقف خلف قيادتنا دائمًا إلى أن تكون هذه العلاقات متميزة وثابتة، وحريصون ألا يؤثر عليها من يريد تخريبها من تيارات مختلفة، مثل جماعة الإخوان وغيرها من تيارات تتبع للدولة الفلانية أو غيرها، وبالطبع تاريخنا يقول إننا إخوة وعلى علاقات جيدة، ويؤكد أننا أصحاب حرف عربى ولغة عربية تجمعنا جميعًا، ويجمعنا أيضًا المصير والمصالح المشتركة، وعلى الرغم من أننا فى أكثر من دولة فإن انتماءنا واحد، ويجب أن نظل على هذا الشكل، أما من يريد تخريب علاقاتنا، كاتب من هنا أو هناك، مُغرد من هنا أو من هناك، فهؤلاء يجب أن لا يؤثروا على علاقاتنا ويجب أن يتم وضع حد لهم. وأرى أن المسؤول عن هؤلاء ليست الدول، وإنما المجتمع عبر عدم الانسياق خلفهم مع تجاهلهم، واحتقار ما يقولون وإبطال أكاذيبهم.. هنا ينتهى دورهم ويتعلم غيرهم ممن يريد التخريب مثلهم.

وبوجه خاص، كيف ترى العلاقات بين مصر والسعودية؟

العلاقات بين مصر والمملكة تاريخية واستراتيجية وواردة بالتاريخ، والمملكة العربية السعودية وعلاقاتها بمصر علاقة وجود وليست حدودا، لأنها ممتدة فى أعماق التاريخ، فنحن نتحدث عن مئات وآلاف السنين، التى تربط هذه المنطقة، وبالتالى لا يُمكن لأحد أن يؤثر عليها، وهذا فهمنا للعلاقات، ونحن كسعوديين نقرأ هذا المبدأ من قيادتنا السعودية، التى دائمًا تقف فى خندق مصر، فرأينا العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز وقف ببدلته العسكرية مع المقاتلين المصريين والعرب، الذين يدافعون عن أرض مصر التى هى أرض العرب والتى هى رمز كرامتهم وعزتهم، فمصر لها مكانة فى قلب كل عربى يُحب العرب والعروبة وتاريخنا وثقافتنا، أما الذين يعادون العرب وتاريخهم، فهم من لا يحبون الدول العربية وفى مقدمتها مصر والسعودية.

 

فى رأيك ما سبب الاستمرار فى محاولات الوقيعة بين مصر وأشقائها بدول الخليج؟ 

الذين يحاولون ويستمرون فى محاولات الوقيعة لديهم أجندات ومشروع عابر للحدود، فتيار الإخوان لا يؤمن بوطن ولا عقيدة ودين، ولكنه يتخذها عناوين، وفقط كمراكب يصل بها إلى أهدافه، هم لهم بيعة لغير الوطن، ولذلك هم يستميتون فى محاولاتهم، وغيرهم ممن يعملون عبيدًا لتوجهات وأجندات بعينها لا ترتضى الخير لمصر والسعودية ودول الخليج.

 

بحكم خبرتك العسكرية والاستراتيجية.. كيف ترى الفرق بين 2011 و2023؟

الفرق كبير بين عامى 2011 و2023 فى عموم المنطقة، فكان الإرهاب والإخوان يهددون الأنظمة العربية ويعملون على تخريب اللحمة الوطنية، لكن اليوم أمامنا نموذج ناجح بفضل الله سبحانه وتعالى وهى جمهورية مصر العربية التى نجحت فى إبعاد الإخوان عن الحُكم، كما نجحت فى القضاء على الإرهاب، والتفتت إلى بناء اقتصادها وشعبها وبناء الحياة من جديد للشعب المصرى، بعد أن كانت الأوضاع سيئة فى 2011 والمستقبل مجهولا، بينما أصبح المستقبل معلومًا ومفهومًا، فنرى الآن ونحن فى 2023، التنمية فى مصر وغيرها من الدول العربية المُعتدلة، ووضعا أفضل وأجود، لأن المستقبل أصبح فى يد أبناء الوطن الواحد سواء فى مصر أو السعودية ودول الخليج، وجميع الدول التى تؤمن أن الاستقرار الداخلى يرتبط بالإنسان والقيادة ما دام هناك توافق فنحن على خط مستقيم.

إذا طلبت منك كمواطن سعودى أن توجه رسالة للمصريين فماذا تقول؟

أقول كمواطن سعودى إلى الأشقاء المصريين إن مصيرنا ومستقبلنا واحد ومشترك، كما كان تاريخنا الطويل واحدا، ولا يمكن أن ينفصل بعضه عن بعض، وبالتالى كما تعلمنا من قيادتنا فى المملكة العربية السعودية، بأننا ومصر شىء واحد، وأن ما يؤثر علينا ويؤلمنا بالضرورة يؤثر على مصر ويؤلمها، والعكس أيضًا ولكن فى ظل السوشيال ميديا والتيارات الخبيثة التى تسعى إلى أن تكون الدولتان بعيدتين عن بعضهما، فأنا أؤكد للمواطن المصرى الشقيق، أن مثل هؤلاء مهما فعلوا سيفشلون والتاريخ شاهد على هذا، وبالتالى فهم لن ينتصروا فى هذه المرحلة التى أصبح فيها الوعى سائدا والقيادات على وفاق، والتاريخ القريب جدًا جدًا قبل 10 سنوات يشهد أن نواياهم سيئة، وسعيهم بأن تُصبح هذه الدول ليست بدول. إن مصيرنا وهدفنا واحد ونحن على قلب رجل واحد وقيادتنا قريبة من بعضها ومتفاهمة، وما يدور فى السوشيال ميديا أيها الشقيق المصرى والسعودى من ترهات لا يُمثل القيادة السعودية ولا المصريين، فليس لهما أى علاقة، والدليل بفضل الله قيادتنا على وفاق والسفارات مستقرة والشراكات الاقتصادية قائمة وتبادل المعلومات والخبرات والدعم مستمر فيما بين الدولتين، وبكل صدق فوجود تباين بين الشقيق وشقيقه أحيانًا فى وجهة نظر ما أمر طبيعى، ويعنى فقط أن هناك حالة تتطلب بأن يكون هناك جهد مشترك للوصول إلى حلها، وستبقى مصر مع أشقائها فى المملكة ودول الخليج، وسيبقى مصيرهم واحدا فى كل الأحوال.. ودائمًا ننتصر حينما نجتمع.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة