مناورات الصناعة الأوروبية للهروب من أزمات الحرب الأوكرانية.. شركة فرنسية تلجأ لـ"يونيفورم قطبى".. "دورة طلاء" أقل بمصانع السيارات لتوفير الطاقة.. إسبانيا تراهن على مصادر متجددة.. وقطاع الزجاج والألمونيوم فى خطر

الأربعاء، 22 فبراير 2023 02:00 ص
مناورات الصناعة الأوروبية للهروب من أزمات الحرب الأوكرانية.. شركة فرنسية تلجأ لـ"يونيفورم قطبى".. "دورة طلاء" أقل بمصانع السيارات لتوفير الطاقة.. إسبانيا تراهن على مصادر متجددة.. وقطاع الزجاج والألمونيوم فى خطر مصانع ألمانية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال تعانى أوروبا من أزمة الطاقة بسبب وقف امدادات الغاز الطبيعى من روسيا كرد فعل على العقوبات الأوروبية المفروضة بسبب حرب أوكرانيا، مع استمرار تداعيات تلك الأزمة والخسائر التي تسببها خاصة في الصناعات الأوروبية، التي خفضت استخدام الغاز بنسبة تصل إلى 30%.

 

وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية فى تقرير لها إن سياسة الطاقة فى أوروبا أصبحت تتسبب فى المزيد من المشاكل التى تقوض الصناعات الأوروبية التى تأثرت كثيرا بارتفاع الاسعار والحد من استخدام الطاقة على رأسها الغاز.

 

وتأثرت العديد من الصناعات على رأسها صناعة المعادن والزجاج، حيث اعترضت مصانع وشركات أوروبية مختلفة على تقنين الغاز واستخدام مصادر طاقة بديلة مثل الوقود أو الكهرباء بسبب عدم قدرة هذه البدائل على انتاج الحرارة الضرورية. ويستخدم الغاز في مجموعة واسعة من الصناعات مثل تشكيل الفولاذ وصناعة السيارات.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه على سبيل المثال يعمل مشغلو شركة المواد الفرنسية Saint-Gobain في مدينة شامبيرى الجبلية وهم يرتدون ملابس قطبية، ثقيلة للغاية  لتوفير الغاز ، ويتحركون عند 8 درجات مئوية بدلاً من 15 درجة المعتادة ، كما  يقلل المصنع الفرنسي للسيارات من وقت "الطلاء الساخن" من أجل تقليل الطلب على الغاز بنسبة 40%.

 

كما أعلنت شركة الأدوية باير الألمانية عن خططها لتحويل جميع أعمالها الى طاقة متجددة ، وذلك لعدم اللجوء الى الفحم والنفط،وذلك على الرغم من أن الحكومة الألمانية عادت مجددا لاستخدام الفحم من أجل  توفير الغاز،  كما قالت الصحيفة الإسبانية فى التقرير الذى نشرته على موقعها الإلكترونى.

 

وحذر ألكسندر دي كرو ، رئيس وزراء بلجيكا ، قائلا "إننا نواجه خطرا كبيرا فى أن تصبح القارة العجوز غير صناعة، فى الوقت الذى توظف الصناعة الأوروبية حوالى 35 مليون عامل ، أى حوالى 15% من السكان الناشطين.

 

ووفقا للبيانات فإن 5 قطاعات فقط تمثل 81% من الطلب على الغاز فى أوروبا ، وهى الخاصة بالكيمياء والمواد الأساسية (الصلب والحديد) والمعادن غير المعدنية (الأسمنت والزجاج) والتكرير وفحم الكوك (تحويل مخلفات البترول الثقيلة إلى فحم الكوك) والورق والطباعة.

 

وفي العقد الماضي ، حتى عام 2020 ، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA) ، كان الغاز الأوروبي أغلى بثلاث مرات من الغاز الأمريكي. الآن الفجوة أكبر 10 مرات ، منذ أن أغلقت روسيا خطوط أنابيب الغاز الخاصة بها.

 

وقال الخبير خوسيه جارسيا مونتالفو ، أستاذ الاقتصاد في جامعة بومبيو فابرا (UPF): "كانت ألمانيا تستفيد من الغاز الروسي الرخيص لسنوات عديدة كمضاعف للقدرة التنافسية في إنتاجها الصناعي وصادراتها"، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أن الدولة الألمانية ستحمي قطاعًا يوظف  مليون شخص.

 

أما  إسبانيا ، على عكس بولندا أو ألمانيا ، أغلقت مناجم الفحم وأصبحت مصادر الطاقة المتجددة لها وزن أكبر وأكثر،  مع استمرار إشراق الشمس على الألواح الكهروضوئية ، يمكن أن يكون تأمين العرض حافزًا للشركات على التأسيس.

 

وقال مصنعو الزجاج في رسالة مشتركة، أن صناعة الزجاج والتى توظف حوالي 200 ألف عامل مهددة بشكل أساسي دون استخدام الغاز الطبيعي، وأضافت الرسالة أن نقص الغاز سيتسبب بأضرار طويلة الأمد للمصانع، تتمثل بإمكانية تلف المعدات خاصة التي تحتوى على معادن أو زجاج مصهور في حالة تخفيض درجات الحرارة.

 

كما ستأثر سلبا على سلاسل التوريد في قطاعات الأغذية والأدوية والسيارات والإنشاءات، وقال برتراند كازيس الأمين العام لشركة الزجاج الأوروبية (جلاس فور يوروب) أن تخفيض الغاز سيقضى على الصناعة بأكملها: "نحن بحاجة إلى أن تستمر صناعة الزجاج في إمداد قطاع الأغذية والمشروبات ونحتاج إلى المنتجات الزجاجية لتوفير الطاقة في المباني ولخلق المزيد من الطاقة المتجددة في الخلايا الكهروضوئية أو الرياح."

 

كما أعلن مصانع الألومنيوم في فرنسا عن تجميد خططت واعدة كانت تهدف لزيادة الإنتاج ، كما أجبرت عن مصانع الإنتاج او العمل بشكل متقطع بهدف تقليل استهلاك الطاقة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أكبر مصاهر الزنك في أوروبا سيتوقف عن الإنتاج، وأعلنت شركة "نيرستار" وقف تشغيل مصهر "بوديل" للزنك في هولندا بداية سبتمبر بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة