حماية الإقليم.. قمة الرياض تحشد العالم العربى والإسلامى فى مواجهة محاولات "إعادة تدوير" الفوضى بالمنطقة.. وتمثل استجابة لنداء مصر لرفض التهجير.. وتوحيد الموقف الإقليمى فى مواجهة الاحتلال الهدف الرئيسى

السبت، 11 نوفمبر 2023 01:44 م
حماية الإقليم.. قمة الرياض تحشد العالم العربى والإسلامى فى مواجهة محاولات "إعادة تدوير" الفوضى بالمنطقة.. وتمثل استجابة لنداء مصر لرفض التهجير.. وتوحيد الموقف الإقليمى فى مواجهة الاحتلال الهدف الرئيسى قمة الرياض
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحمل القمة العربية الإسلامية في الرياض العديد من الأهداف، في ضوء الوضع الراهن، في غزة، على خلفية العدوان الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي، العديد من الأهداف، ربما أبرزها تحقيق قدر من الحشد في مواجهة الأهداف الذي تتبناها الدولة العبرية، وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية، عبر تقويض حل الدولتين، وهو ما بدا واضحا في الدعوة المشبوهة التي أطلقتها السلطات الإسرائيلية بتهجير سكان القطاع، وهو ما يعكس رغبة ملحة في تفريغ الأرض من أهلها، وتجريد الدولة المنشودة من أبرز أركانها، وهو الشعب، مما يفتح الباب أمام مزيد من التوسع والاستيطان، فيجردها كذلك من الأرض، وهو ما يمثل محاولة لاستغلال الزخم لإنهاء القضية بأسرها والقضاء على الشرعية الدولية.

ولعل الدعوات الخبيثة للاحتلال الإسرائيلي تحمل في طياتها أهدافا أخرى، أبرزها تجريد فلسطين من حلفائها، عبر إعادة استنساخ الفوضى مجددا في منطقة الشرق الأوسط، بعد تحقيق قدر من الاستقرار، في أعقاب حالة انعدام الاستقرار التي شهدتها إبان الربيع العربي، خلال العقد الماضي، والتي ساهمت بصورة كبيرة في ظهور تهديدات تحمل طابعا وجوديا لأمن الدول، أدت بالطبع إلى تراجع فلسطين وقضيتها من موقعها المركزي، لصالح الأوضاع الداخلية التي هددتها مخالب الإرهاب والانقسام والتي وصلت في بعض الدول إلى حد الحرب الأهلية.

وبين تصفية القضية الفلسطينية، و"إعادة تدوير" الفوضى الإقليمية، تبدو الأهمية الكبيرة للقمة المنعقدة في الرياض، خلال المرحلة الراهنة، في ظل حالة الارتباط الوثيق بينهما، حيث يبقى تقويض الحق الفلسطيني، مرتبطا إلى حد كبير بتراجع القضية في الأجندة الإقليمية، وهو ما يعكس أحد الأهداف الرئيسية للقمة العربية الإسلامية، في ظل ارتباط الأهداف.

وتعد القمة المنعقدة في الرياض بمثابة استكمالا مهما للدور الذي بدأته مصر، عبر قمة "القاهرة للسلام"، باعتبارها استجابة للنداء الذي سبق وأن أطلقته القمة العالمية، برفض تهجير السكان، باعتباره محاولة مكشوفة لتصفية القضية من جانب، حيث نجحت في تحقيق توافق دولي، حول هذا الأمر، وهو ما يعكس النجاعة الكبيرة التي تحظى بها الدبلوماسية المصرية في مواجهة مساعي الاحتلال لاستغلال الزخم الناجم عن الدفاع المستميت عنه من قبل حلفائه، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية.

ويمثل انعقاد القمة العربية الإسلامية، وما تحمله في طياتها من ثمار الاستقرار النسبي، في منطقة الشرق الأوسط، عبر اجتماع خصوم الأمس، على مائدة حوار واحدة، لمناقشة قضية مشتركة، بمثابة رسالة مهمة للعالم، مفادها الرفض المطلق لمحاولات "إعادة تدوير" الفوضى، وإعادة الإقليم لنقطة الصفر مجددا، وهو ما يمثل "خط أحمر"، في ضوء العديد من التداعيات الكبيرة جراء تصفية القضية، وعلى رأسها جر المنطقة بأسرها إلى حرب إقليمية.

الجانب الأخر من أهداف قمة الرياض يتجسد في ضرورة الوقوف صفا واحدا، عبر تحقيق "الإجماع" الإقليمي في مواجهة العدوان الوحشي، والتركيز على إنهاءه فورا، ناهيك عن التصدي للدعوات التي من شأنها زعزعة الاستقرار في الإقليم، في خطوة مهمة تمثل نتيجة لما آلت إليه قمة "القاهرة للسلام" حول تحقيق أكبر قدر من التوافق العالمي حول الثوابت، مما يضفي مزيدا من الشرعية للحق الفلسطيني من جانب، ناهيك عن إضفاء "غطاء من الحماية" للمكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية، وعلى رأسها الاستقرار النسبي، بالإضافة إلى العمل على مواصلة الطريق نحو التنمية الاقتصادية.

وهنا يمكن القول بأن قمة الرياض تأتي كخطوة إقليمية هامة، تمثل امتدادا للدور العالمي الذي تحقق في القاهرة خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يقوض أهداف الاحتلال في مواجهة الاحتلال ودعواته المشبوهة.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة