صنبور الغاز الروسى يغلق شيئا فشيئا أمام أوروبا.. فرنسا تعلن انقطاع تدفقه بعد بولندا وبلغاريا وفنلندا.. إيطاليا تتلقى نصف الكمية المطلوبة.. ارتفاع سعر الغاز الطبيعى الأوروبى إلى 25٪.. والقارة تبحث عن بدائل جديدة

الأحد، 19 يونيو 2022 05:00 ص
صنبور الغاز الروسى يغلق شيئا فشيئا أمام أوروبا.. فرنسا تعلن انقطاع تدفقه بعد بولندا وبلغاريا وفنلندا.. إيطاليا تتلقى نصف الكمية المطلوبة.. ارتفاع سعر الغاز الطبيعى الأوروبى إلى 25٪.. والقارة تبحث عن بدائل جديدة قادة اوروبا يناقشون فى كييف
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أغلقت روسيا صنبور الغاز أمام بولندا وبلغاريا وفنلندا، وخفضت بشدة التدفق إلى ألمانيا والنمسا وإيطاليا، بينما لم تعد فرنسا تستقبل حتى متر مكعب، وفى فى الشهر الرابع من الحرب فى أوكرانيا، تحدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبى واعتبر قطع الغاز "ابتزازًا". فى الواقع، تضغط موسكو على الأماكن الأكثر ضررًا وتتلاعب بهشاشة الطاقة لدى الأوروبيين، الذين يستهلكون فى المتوسط ​​40٪ من الغاز الذى يأتى من روسيا.

وأغلقت روسيا صنبور الغاز أمام الدول الأوروبية، حتى أصبح فى معظم الدول لم يتم الشعور بنقص الغاز حتى الآن، لأنه فى ذروة الصيف ليس من الضرورى تشغيل التدفئة، ولكن هذا هو بالضبط فى فترة الصيف عندما تقوم البلدان عادة بتجديد احتياطاتها، بهدف تخزين ما لا يقل عن 80 ٪ بحلول نوفمبر فى الاتحاد الأوروبى.

ويؤدى انخفاض عمليات التسليم إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما سيكون مكلفًا للصناعات، خاصة فى ألمانيا، حيث تحتاج مصانعها، التى غالبًا ما تكون مرتبطة بشكل مباشر بخطوط الأنابيب، إلى كميات هائلة من الغاز فى الكيماويات والفولاذ والأسمنت والأسمدة.

وقال تييرى بروس الاستاذ بمعهد باريس للعلوم فى باريس إن "الروس يستخدمون الغاز كسلاح منذ فترة طويلة". و"يستخدم الكرملين مبدأ عدم اليقين، يومًا ما شيء وفى اليوم التالى شيء آخر، لتحليل وحدتنا والضغط على سوق السلع ودفع الأسعار للأعلى."

وأعلنت الشركة المشغلة لشبكة نقل الغاز GRTgaz الفرنسية، الجمعة، أنها لم تتسلم الغاز الروسى عبر خط الأنابيب منذ 15 يونيو، مع "انقطاع التدفق المادى بين فرنسا وألمانيا".

ويمثل الغاز الروسى 17٪ من الغاز المستخدم فى فرنسا حيث يمكن الوصول إليه عبر خطوط الأنابيب أو فى شكل سائل على متن السفن، وتراجعت الإمدادات بنسبة 60٪ منذ بداية العام، بحسب جريت غاز، و منذ الأربعاء، انخفض العرض إلى الصفر.

وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألمانى روبرت هابيك للتلفزيون الحكومى أمس الخميس "لا ينبغى أن تكون لدينا أوهام، فنحن فى مواجهة مع بوتين".

وفى أيطاليا، أصبحت العواقب وخيمة، حيث إنها لن تتلقى الجمعة سوى 50٪ من الغاز الذى طلبته شركتها الوطنية إيني، فى الوقت التى تعتمد إيطاليا بشكل كبير على الغاز الروسى لأنها تستورد 95٪ من الغاز الذى تستهلكه. 40٪ من مشترياتها من الغاز فى الخارج جاءت من روسيا فى عام 2021.

ووصف رئيس الحكومة الإيطالية، ماريو دراجي، خلال زيارة إلى كييف، التفسيرات التى قدمتها شركة جازبروم الروسية لتبرير هذه التخفيضات فى الإمدادات، بما فى ذلك عمليات الصيانة، بـ "الأكاذيب".

وقال الخبير تييرى بروس، "جازبروم لا تحتاج إلى أى مبرر، إنه قرار سياسى من الكرملين. إنها تقطع بطريقة متباينة لكسر الوحدة الأوروبية".

وتستورد فرنسا، على سبيل المثال، الغاز من دول أخرى مثل إسبانيا، التى زادت إمداداتها، وزادت مشترياتها من الغاز الطبيعى المسال الذى يصل بالسفن إلى المحطات.

أبلغت شركة جازبروم شركة الغاز الفرنسية إنجى وشركة إس بى بى السلوفاكية وشركة أو إم فى النمساوية بتخفيض إمداداتها، والتى تضاف إلى تلك الموجودة فى دول أخرى، وذلك خلال زيارة القادة الاوروبيين الثلاثة، الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الايطالى ماريو دراجى، والمستشار الألمانى أولاف شولتز لأوكرانيا.

وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية، إلى أن ذراع الطاقة السياسية فى الكرملين، جازبروم، بعث برسالة جديدة إلى الاتحاد الأوروبى مع احتجاجه الخاص على العقوبات التى تشل الصناعة الروسية.

ونددت شركة الغاز الفرنسية إنجى، بتراجع إمدادات الغاز، بعد يوم من تعرض برلين وروما لخفض مماثل من قبل موسكو. هذه البلدان الثلاثة ليست هى الوحيدة المتضررة من خفض امدادات الغاز، حيث كشفت شركة الغاز السلوفاكية SPP أمس الخميس أن جازبروم قطعت حوالى 30٪ من الغاز الذى تعاقدت عليه.

 وقال رئيس مجلس إدارة جازبروم، أليكسى ميلر، أن شركته مسرورة بتخفيضات الإمدادات، قائلا " نعم، لقد انخفض ضخ الغاز إلى أوروبا بمقدار خانتين مئويتين، لكن الأسعار لم تظل كما هى فحسب، بل تضاعفت، وإذا قلت إننا لسنا غاضبين، فلن أكذب".

واتجه القادة السياسيون لفرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى أوكرانيا، وأعربوا بشكل موثوق عن دعمهم لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبى.

ارتفاع الأسعار فى أوروبا

وفى السياق نفسه، اكدت صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن أسعار الغاز الطبيعى الأوروبى ارتفع إلى 25% فى سياق مزيد من التخفيضات فى الامدادات للشحنات الروسية،و ارتفعت العقود الآجلة فى السوق الهولندية، وهى المعيار الأوروبى، إلى 121 يورو / ميجاوات ساعة، وهو أعلى سعر لها منذ مايو، ومن جانبها، الحكومة الألمانية، أشارت إلى أنها تعتقد أن التخفيضات لها أصل سياسي.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة